دافعت وزارة الداخلية اليمنية عن أدائها في مواجهة الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد، مؤكدةً أن أجهزة الأمن نفّذت، أخيراً، عدداً من الضربات الاستباقية لخلايا تنظيم "القاعدة"، في العاصمة صنعاء والضواحي المحيطة بها، ومنها عملية استهدفت أخطر الخلايا، التي يقودها صالح التيس، الذي يوصف بأنه أمير القاعدة في صنعاء.
لكن هذه العمليات لا تبدو قادرة على وقف مسلسل الاغتيالات الذي يستهدف بشكل رئيسي الضباط في الأجهزة الأمنية، وكان آخرهم الضابط في الأمن السياسي، حسين صالح، الذي نجا يوم الأحد من محاولة اغتيال في حضرموت جنوبي اليمن، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود، لوكالة "الأناضول"، إن صالح تعرّض لإطلاق نار عليه من مسلحَين مجهولَين يستقلان دراجة نارية، في مدينة سيئون في محافظة حضرموت، فيما اعتقلت قوات الجيش شخصين يشتبه بانتمائهما لتنظيم القاعدة في مدينة سيئون في المحافظة نفسها.
من جهته، أوضح مركز الإعلام الأمني، التابع للداخلية، أنه جرى في 25 مايو/ أيار "تنفيذ عملية نوعية استهدفت أخطر خلية إرهابية في مديرية أرحب"، التي كان يتزعمها التيس. وأشار المركز إلى أن الأخير "هو المسؤول المباشر عن عدد من جرائم اغتيالات الشخصيات العسكرية والأمنية، التي وقعت خلال الفترة الماضية بالعاصمة، وعمليات اغتيال واختطاف الدبلوماسيين الأجانب".
وشهدت الأيام الماضية اجتماعات ولقاءات ضمت وزير الداخلية، عبده حسين الترب، ورئيسي جهازي الاستخبارات، ومسؤولين آخرين ووجهاء مديرية أرحب، التي تبعد عن العاصمة نحو 20 كيلومتراً، ما يشير إلى أهمية العمليات الأمنية التي نفذتها قوات الأمن ضد خلية "القاعدة".
كذلك قالت الداخلية إن "هذه الخلية الإرهابية هي المسؤولة عن اغتيال أحمد شرف الدين، عضو مؤتمر الحوار الوطني (عن مكون جماعة أنصار الله "الحوثيين")، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن عدد من الجرائم الإرهابية الأخرى".
وعلم "العربي الجديد"، من مسؤول أمني رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، أن قوات الأمن نفذت خلال الفترة الماضية في صنعاء، ما يزيد عن 10 عمليات نوعية، ضد خلايا إرهابية. ووفقاً للمصدر، تمكن الأمن خلال هذه العمليات من إحباط عمليات إرهابية وشيكة، واصفاً خلية التيس في أرحب، بأنها مركز القيادة لخلايا أخرى.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، عن مقتل قياديين اثنين من تنظيم "القاعدة"، مسؤولين عن الاغتيالات التي تقع بواسطة الدراجات النارية في صنعاء، وهما عبد الخالق محمد الكبسي، المُكّنى سلمان، ويحيى محمد ناصر سنهوب، المكنى قاسم، وذلك أثناء مداهمة قوات الأمن لأحد المنازل في العاصمة.
وانخفضت، بشكل ملحوظ، أعمال الاغتيالات في صنعاء في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، في مقابل استمرار الاغتيالات والأعمال الإرهابية في بعض المحافظات الأخرى، ولا سيما في حضرموت وعدن ولحج.