واصلت الفصائل المسلّحة في العراق توسيع رقعة سيطرتها على المدن والقصبات العراقية مستغلة الترسانة العسكرية للجيش العراقي، والتي استولت عليها خلال معارك الأيام الماضية، في ظل استعدادات لهجوم مضاد للجيش خلال الساعات المقبلة، بموازاة استمرار الحشد للتجنيد في جنوب العراق.
وكشف مصدر في وزارة الداخلية العراقية لـ"العربي الجديد"، أن "جماعات مسلّحة تمكنت من الاستيلاء على عدد من البلدات الجديدة غرب وشرق العراق بعد معارك متزامنة نفذتها ليلة أمس". وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "قوات الجيش، إضافة إلى الشرطة والصحوات، انسحبت من بلدتي السجر والصقلاوية شرق وشمال، بعد معارك استمرت أربع ساعات تخللها قصف صاروخي متبادل". وأضاف أن "بلدة جلولاء التي تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، سيطرت عليها ثلاث مجموعات مسلحة بعد هجوم مباغت في الساعة الثالثة من صباح اليوم وانتهت بانسحاب القوات العسكرية والأمنية في السابعة من صباح اليوم، فيما خرجت ناحية العظيم شمال شرق دي إلى عن السيطرة مرة أخرى بعد ساعتين من دخول قوات الجيش اليها".
وبيّن المصدر نفسه أن "42 جندياً وشرطياً قتلوا في معارك العظيم بعد تفجير سلسلة عبوات ناسفة أعقبها تفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة استهدفت قوات الجيش وسط البلدة لتندلع عقبها اشتباكات عنيفة اضطرت الجيش إلى الانسحاب". وتابع المصدر أن "بلدة المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية، 25 كيلومتراً شمال بغداد، استولت عليها جماعات مسلحة "إرهابية" بعد الهجوم على مقرّ الفوج 22 بالفرقة الحادية عشرة، وتمكنت من قتل عدد من الجنود وإجبار الآخرين على الانسحاب".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن لـ"العربي الجديد"، إن "الساحة العراقية تشهد خلال الساعات المقبلة من اليوم هجمات مضادة جوية وبرية من قبل الجيش على المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين". وأوضح أن "المسلحين فقدوا المعنويات التي كانوا يتحلون بها خلال الأيام الماضية على عكس قوات الجيش والشرطة".
من جهة ثانية، كثفت القوات الحكومية من الهجمات الجوية على مدن الفلوجة والموصل وتكريت، واستهدفت في الغالب معسكرات للجيش سيطر عليها المسلحون. وقال مصدر عسكري بالجيش العراقي إن "سلاح الجو العراقي نفذ 13 طلعة جوية على مواقع تواجد المسلحين في الموصل والفلوجة وتكريت استهدفت مواقع عسكرية وثكناً للجيش استولت عليها الجماعات المسلحة"، مبيناً أن "الهجمات أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير منهم". غير أن مستشفيات في الفلوجة والموصل وتكريت نفت وصول أي قتلى أو جرحى من المسلحين طيلة ليلة أمس، وفقاً لمسؤولين طبيين في تلك المستشفيات.
من جهته، طالب أمير عشائر الدليم وزعيم المجلس العسكري لثوار العشائر الشيخ علي الحاتم "جميع المسلحين بالتحلي بروح العفو واثبات هويتهم الوطنية للعالم". وقال الحاتم لـ"العربي الجديد" إن "المالكي وإيران ألبسو الثورة ثوب الإرهاب. ونحن نعلنها صراحة لسنا بداعش ولا مع داعش، واختصار ما يجري في العراق بداعش كان نصيحة إيرانية للمالكي، سبق أن قدمتها للأسد في سورية، وانتفع منها كثيراً"، مبيناً أن "الثوار يواصلون زحفهم إلى بغداد حتى اقتلاع فتى طهران المدلل".
وتابع الحاتم "ليسمعها العالم عبركم: لسنا طلاب سلطة ولا نطمح لها. نسعى لتغيير النظام الفاشي الفاسد الطائفي، وعندها ليأت الاخوة الشيعة بالحاكم العادل الذي نقبل به ونبارك له".
في المقابل، تواصلت عمليات التطوع للجهاد لليوم الثاني بعد إعلان فتوى صريحة من المرجع الديني علي السيستاني. وقال القيادي في "تحالف دولة القانون" التابع لرئيس الوزراء نوري المالكي حسين الحلي، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد المتطوعين بلغ حتى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم أكثر من 60 ألف متطوع غالبيتهم من مدن جنوب العراق".
وبيّن أن "المعترضين على التدخل الخارجي من إيران وغيرها في الأزمة العراقية عليهم أن يجدوا في خيار التطوع الداخلي أفضل الحلول للقضاء على الفتنة الحالية"، على حد وصفه.