وصف باحثون عرب ومن الولايات المتحدة السياسة الأميركية تجاه الثورات العربية بالسياسة المتخبطة، وغير الفعالة والمحكومة بردود الفعل، مما أدى إلى فشلها ووقوعها في التناقض بين ما تدعيه في خطابها عن ضرورة تعزيز الديمقراطية وتعاونها مع الأنظمة العربية لضمان مصالحها وأمن إسرائيل.
كما لاحظ عدد من الباحثين، في اليوم الثاني من أعمال مؤتمر العرب والولايات المتحدة الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، غياب استراتيجية أميركية للتعامل مع مستجدات المنطقة وأحداثها العاصفة. في المقابل، أشار آخرون إلى قدرة الخطاب السياسي الأميركي على التكيف مع الأوضاع الجديدة، بعد فترة من الضياع والمفاجأة التي سببتها ثورات الربيع العربي.
وخصصت أولى جلسات اليوم الثاني من المؤتمر للمقاربات الأميركية تجاه هذه الثورات، إذ تحدث ديفيد بولوك من معهد واشنطن وغسان العزي من الجامعة اللبنانية ومحمد المنشاوي من معهد الشرق الأوسط.
وتوقفت نقاشات اليوم الثاني، عند سياسة الولايات المتحدة تجاه ثورات تونس ومصر، من خلال ورقة ميشيل دن، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وورقة أنور الجمعاوي من تونس، فضلاً عن التطرق إلى الموقف الأميركي في كل من ليبيا، اليمن، سورية، والأحداث التي يشهدها العراق أخيراً.
كما تمت مناقشة مواقف الحركات الثورية العربية من هذه السياسة عبر ورقة نجوان الأشول من المركز العربي لتحويل النزاعات، فضلاً عن تحليل موقف الولايات المتحدة من حركات الإسلام السياسي، ولا سيما حركة الاخوان المسلمين في ورقة خليل العناني من جامعة جونز هوبكنز.
وعقدت مقارنات بين موقف الولايات المتحدة تجاه التحول الديمقراطي في أوروبا الشرقية 1990 وثورات الربيع العربي. ولوحظ في هذا الإطار مساندة الولايات المتحدة للتحول الديمقراطي في بلدان أوروبا الشرقية، في مقابل اتخاذها موقفاً براغماتياً تجاه تحولات البلدان العربية على أن الموقف يختلف من بلد لآخر.
كما خصصت مساحة خاصة لمناقشة الموقف الأميركي من الثورة السورية، إذ تم وصف هذا الموقف ب"الفشل الأخلاقي"، وأن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بدأت تدرك أنها تأخرت باتخاذ القرارات الضرورية. كما أنها تتخوف من تحول سورية إلى دولة فاشلة بقدر تخوفها من بقاء النظام وكذلك انتصار الجماعات التكفيرية حسب ورقة قدمها رضوان زيادة من المركز السوري للدراسات السياسية.
كذلك نوقش الموقف الأميركي من اليمن في جلسة تحدث فيها كلّ من تشارلز دبنز من جامعة بوسطن، ومحمد الأفندي من جامعة صنعاء.
وعن الموقف من السودان، تحدث عبد الوهاب الافندي من جامعة وستمنستر، في حين تطرق حسين الحاج علي من جامعة الخرطوم إلى الموقف الأميركي من خلال ورقته "السياسة الأميركية تجاه السودان: التحول من سياسة خارجية إلى شأن داخلي".
أما موقف الولايات المتحدة من الدول العربية في شمال أفريقيا، حيث انتقلت السياسة الأميركية من الإهمال إلى الأولوية، فتناوله يحيى الزبير، من معهد كيدج. كما شارك في الجلسة إدريس لكريني من جامعة القاضي عياض ويوسف الواني من جامعة طرابلس.