اشتباكات صنعاء: الأمن ينفي رواية الحوثيين ويؤكد عدوانهم... (حصاد أزمة الجراف، تقرير وفيديو)
وصلت مفاعيل التوتر الأمني في اليمن إلى أحياء العاصمة صنعاء من جهة الشمال، بعد الاشتباكات التي اندلعت فجر يوم السبت، بالقرب من المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) مع قوات الأمن، وسط أنباء عن معالجة الأزمة ودياً في أعقاب إعلان الجماعة عن زيارة لجنة رئاسية إلى مقرها.
وذكر القيادي في جماعة الحوثيين، عبد الملك العجري، أن لجنة رئاسية مكوّنة من نائب رئيس مجلس النواب، محمد علي الشدادي، والشيخ سيف علي مسلم باعوضة، زارت المكتب السياسي للجماعة، والتقت بممثلها حسين العزي، إذ جرى الاتفاق على معالجة الأزمة "ودياً".
وأوضح العجري، في تصريح نقله موقع "أنصار الله"، أن الاتفاق شمل تبادل "الأسرى"، ورفع الحواجز التي أقامها الحوثيون في الشوارع الفرعية. وأظهر شريط مصور نشره ناشطون حوثيون، أن اللجنة الرئاسية تسلمت ثمانية عناصر أمنية أسرهم مسلحو الجماعة، أثناء الاشتباكات.
وأكد مصدر أمني رفيع، لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين قاموا بإنشاء المتاريس، ونشروا مسلحيهم في حي الجراف، القريب من وزارة الداخلية، بعد المواجهات التي اندلعت، ما يعني سعيهم لإخراج أول أحياء شمالي العاصمة عن سلطة الدولة، الأمر الذي ينذر بالمزيد من المواجهات التي ستتخذ منحىً تصاعدياً.
وفي السياق، اتهمت وزارة الداخلية الحوثيين بافتعال المواجهة من خلال نصب كمين لدوريات أمنية مرّت في حي الجراف الذي يقع فيه المكتب السياسي للجماعة، نافية اتهام جماعة الحوثي للأمن بالهجوم على مكتبها السياسي في صنعاء.
وأوضح بيان اللجنة الأمنية في صنعاء أن "مجاميع مسلحة تابعة لأنصار الله (الحوثيين) قامت ب"الاعتداء بالأسلحة النارية على الدوريات الأمنية التابعة لأمن أمانة العاصمة صنعاء أثناء قيامهم بواجبهم الأمني وتنفيذ الدوريات المعتادة لترسيخ الأمن والاستقرار بكافة أحياء أمانة العاصمة".
وأشار البيان، المنشور على موقع وزارة الداخلية، إلى أنه بينما كانت الدوريات الأمنية "مارة بأحد شوارع حي الجراف الشرقي تم اعتراضها من قبل مجاميع مسلحة بزي مدني من أنصار الحوثي، بعدما كانوا قد أغلقوا الشارع، ولم تتمكن أطقم الدورية الأمنية من المرور". وأضاف البيان: "حينها أمطرت المجاميع المدنية المسلحة النيران على الأطقم والأفراد بشكل مفاجئ من أسطح المنازل ونوافذها والشوارع والأزقة والمتارس المستحدثة، ما أدى إلى إصابة 17 من رجال الأمن منهم 3 ضباط و14 فرداً".
وشددت اللجنة على أنها "لن تتهاون مع كل مَن يقوم بالاعتداء على رجال الأمن أثناء أداء مهامهم، وأن مَن يسخّر منزله لمثل تلك الاعتداءات سيعرّض نفسه ومنزله للخطر". وأشارت إلى أنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتذرع أي جماعة بحماية نفسها ومقراتها من الأجهزة الأمنية التي أوكل إليها القانون حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم".
وكان الحوثيون اتهموا وزارة الداخلية بالهجوم على مكتب الجماعة السياسي. وأصدر المكتب السياسي للحوثيين بياناً، اتهم فيه قوات الأمن بالقيام ب"مداهمة غادرة" للمكتب، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وإلحاق الضرر بعدد من السيارات، بالإضافة إلى تكسير بعض نوافذ مبنى المجلس.
ووصف الحوثيون ما جرى بأنه يدخل ضمن "التآمر" ضدهم، مشيرين إلى أنهم يدافعون عن أنفسهم في وجه الاعتداءات التي تمارس بحقهم، وسط "تجاهل سلطات الدولة وتغاضيها عمّا يحصل علينا".
وطالب البيان بلجنة تحقيق مستقلة "تكشف من وراء إخراج حملة مسلحة، بمشاركة عناصر القاعدة، في محاولة اقتحام المجلس السياسي".
وخلا بيان الحوثيين من الإشارة إلى سبب الانفجار الذي توافدت بسببه أطقم الأمن إلى منطقة الجراف، وسط اتهامات للحوثيين بافتعال الحادث لفتح جبهة في صنعاء، تشتيتاً لاهتمام القوى الأمنية عن المواجهة في مدينة عمران ومنطقة الظفير، غربي العاصمة صنعاء.
وفي السياق، شهدت صنعاء، يوم السبت، تظاهرة حاشدة لمواطنين من أبناء محافظة عمران وحقوقيين، أمام منزل هادي، نددوا بالحصار المفروض على مدينتهم من الحوثيين، وطالبوا بفرض هيبة الدولة.
اغتيال ضابط بصنعاء
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، يوم السبت، عن مقتل ضابط رفيع برتبة عميد، برصاص مسلحين يستقلان دراجة نارية، أمام منزله، السبت، في صنعاء.
وقال بيان نعي رسمي من الوزارة إن "العميد الركن عبد الله حسين المحضار، عضو هيئة التدريس بالأكاديمية، وعضو فريق هيكلة القوات المسلحة، الذي استشهد اليوم إثر اعتداء إرهابي غادر وجبان أمام منزله بصنعاء من قبل مسلحين يستقلان دراجة نارية".
ويأتي هذا التطور، بعد انخفاض الاغتيالات في صنعاء، خلال أكثر من شهر، بعد إعلان وزارة الداخلية تفكيك أخطر خلايا الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية في صنعاء، التي قالت إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة.
فيديو نشره حوثيون لاستلام وتسليم أسرى الجانبين:
http://www.youtube.com/watch?v=5mtvF8GgC2w