أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن اليمن حصل حتى 2 الشهر الجاري على 196 مليون دولار فقط من إجمالي 592 مليوناً، تتطلّبها «خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2014»، أي ما نسبته 33 في المئة فقط.
ويعاني 42 في المئة من اليمنيين انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني أكثر من مليون طفل من سوء التغذية الحاد، و2.5 مليون لا يذهبون إلى المدارس، ويفتقر 13 مليون شخص إلى المياه الآمنة ومرافق ملائمة للصرف الصحي، فيما لا يستطيع 8.6 مليون شخص الوصول إلى الرعاية الصحية الأساس. ويشهد اليمن استمرار النزوح بسبب الصراعات، كما تضرّرت البنية التحتية بشدة.
وبعد مهمة استغرقت أسبوعاً إلى اليمن والصومال، أكد كل من مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون جينغ، ومدير حالات الطوارئ في «اليونيسف» تيد شيبان في بيان «الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأزمات في هذه المجتمعات الهشة من خلال تلبية الحاجات الفورية ومواجهة العوامل الطويلة الأمد التي تدفع إلى حال عدم الاستقرار».
وقال شيبان: «هناك أعداد كبيرة من الأطفال في اليمن يعانون شكلاً من الأشكال المنهكة والمهدّدة للحياة من سوء التغذية بسبب التراجع المزمن في التنمية وانعدام الأمن المستمر». وأضاف: «يحتاج أكثر من نصف السكان في اليمن، أي 14.7 مليون شخص، إلى مساعدة إنسانية». وأشار إلى أن «انعدام الأمن الغذائي الحاد، واستمرار حالة عدم الاستقرار، والصراع والغياب شبه الكامل للخدمات الأساس، جعل من هذه الأزمة إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إضافة إلى نقص شديد في التمويل».
ولفت إلى أن «اليمن أصبح على حافة الانهيار الاقتصادي ويحتاج إصلاحات مالية وأخرى متعلقة بالحوكمة على المدى الطويل، فضلاً عن استثمارات كبيرة في سبل العيش والزراعة وتوفير الخدمات الأساس لمنع الأزمة من التفاقم ولوقف عدم الاستقرار الذي يهدد بالامتداد إلى المنطقة». وقال إن المجتمع الإنساني يعمل في كل من اليمن والصومال «بإقدام وثبات على مساري الاستجابة الفورية وبناء القدرة على التكيف، ولكن التمويل في البلدين مازال عند مستويات منخفضة بشكل خطير».
وقال جينغ: «على رغم الظروف الصعبة جداً في كل من اليمن والصومال، لمسنا الجهود الممتازة والتي قد تنقذ حياة كثير من الأشخاص والتي يمكن أن يقوم بها الشركاء في المجال الإنساني عندما يتوافر لديهم التمويل اللازم، وهم يعرّضون حياتهم للخطر من أجل الوصول إلى من هم أشد حاجة للمساعدة». ودعا الجهات المانحة إلى المساعدة في البناء على المكاسب التي تحققت في البلدين، محذّراً من أن «لا مفر من النكسات التي ستكون لها تداعيات تتجاوز اليمن والصومال في حال لم نتحرك الآن».