وتوافد الحشواد الغفيرة من امانة العاصمة والمحافظات المجاورة للعاصمة صنعاء منذ الصباح للمشاركة في تشييع الشهيد حميد القشيبي .
ووصف أحد المشاركين في الحشد الحضور الكبير " بالطوفان " بينما وصف أخر " أن اليمن بأكمله يشيع الشهيد حميد القشيبي؟
وبعد صلاة العصر والصلاة على الشهداء خرجت الجموع الغفيرة في مسيرة أمتدت من شارع الستين إلى شارع خولان في كلته بشريية وصفت هي الأضخم من نوعها في تاريخ اليمن الحديث.
وقال نجل الشهيد القشيبي إن الده ضحى من اجل اليمن ولم يخن شرفه العسكري مطالب رئيس الجمهورية في التحقيق بملابسة مقتله .
وأضاف نجل القشيبيي أقول لكم وأنا أرى هذا الاحتشاد الكبير: لقد شرَّفنا أبي بحياته، وزادنا شرفاً بموته.. نعم، وأي شرف أعظم من شرف الشهادة التي ينالها الإنسان وهو يدافع عن وطنه وكرامته وكرامة شعبه، وأي شرف أعظم من أن يُقتل الإنسان وهو متمسك بالعهد والوعد، ومصمم على الوفاء للقسم العسكري الذي قطعه على نفسه في الحفاظ على الثورة والوطن!؟
وأكد معاذ القشيبي نجل الشهيد العميد الركن لم يقتل والدي في كهف من الكهوف وهو يقود عصابات ومليشيات مسلحة متمردة خارجة على الدولة وعلى الشعب وعلى الوطن، وإنما قتل وهو باللباس العسكري ويقود لواء من ألوية القوات اليمنية المسلحة السبتمبرية.
واستطرد قائلا "لا يمكن أن أتحدث معكم عن حياة والدي الشهيد ومبادئه ونضاله وتعبه والهموم التي كان يحملها في قلبه، والمعاناة التي تعرض لها في حياته، ويكفي أنكم تعلمون كيف قتل، ومن الذي قتله، فهذا وحده يجعلكم تعرفوا من كان حميد القشيبي، ولماذا تآمروا عليه، ولماذا خططوا لقتله، ولماذا عملوا كل شيء من أجل تحقيق هذا الهدف الدنيء.
وأضاف "لقد كانت حياته كلها كفاح وعناء من أجل اليمن، وشعب اليمن، ومن أيام ثورة سبتمبر قبل خمسين سنة وحتى اليوم وجاءت خاتمته أنه نال الشهادة التي كان يتمناها، وقدم دمه رخيصا من أجل ثورة سبتمبر، ومن أجل ثورة الشباب التي كان من أول الذي انضموا إليها من القيادات العسكرية."
وأكد إن هذا الموقف من ثورة سبتمبر، وتضحيته بحياته من أجلهما، أمرٌ يؤكد حبه ووفاءه لشعب اليمن، ووقوفه دائما في صفه، وتأييده لحقوقه في العيش والحياة بكرامة، وأن لا يعيش ذليلا لأي مخلوق خلقه الله، أيا كان نسبه، أو حسبه، أو شكله، أو لبسه.
وعبر عن حياة الشهيد بإنها حياة مليئة بالمواقف التاريخية، وآخرها أنه تعرض للقتل غدرا وخيانة. ولكن القتل لا يمر بلا حساب وعقاب، لا في الدنيا ولا في الآخرة.. والغدر لا يستمر ولا ينجح دائما، والخائنون يكشفهم الله ولو بعد حين، والغد قريب، والأيام بيننا.
واكد نجل الشهيد لن نتنازل عن دمه، ولن نفرط في دمه، ولن نترك حقنا في المطالبة بالتحقيق في هذه الجريمة الشنيعة، ومحاسبة ومحاكمة كل الجناة القتلة، والاقتصاص منهم له ولكل زملائه الذين قتلوا معه.. لن نتركهم هم وكل من كان وراءهم من الذي أصدروا الأوامر، والذي تواطؤوا معهم , والذي قدموا لهم الدعم.
وأضاف "أقول لكم هذا باسمي، وباسم كل أفراد أسرتي.. وأنتم وكل اليمنيين الشرفاء نعتبركم من أفراد أسرة الشهيد حميد القشيبي. وأشكر الذي قال: إن في رأس كل يمني شظية من شظايا الرصاص التي أطلقت على حميد القشيبي."