قالت منظمة إغاثة إن معارك طاحنة اندلعت الجمعة حول بانتيو في شمالي جنوب السودان مما اضطُّر عاملين في مجال المعونات الإنسانية إلى الاحتماء بأماكن آمنة في المدينة التي اتخذ أكثر من أربعين ألفا من سكانها من مقر الأمم المتحدة فيها ملاذاً لهم.
وأكد تيموثي نغياواي -مدير المشاريع في منظمة كير الإنسانية- إن القتال في بانتيو نشب اليوم الجمعة مشيراً إلى أنهم سمعوا دوي قصف عنيف في وقت باكر من صباح اليوم.
ويأتي هذا التطور في الحرب الأهلية بجنوب السودان والتي دخلت شهرها التاسع، رغم تلويح الأمم المتحدة بفرض عقوبات في حال استمرار النزاع.
وتحدث لول رواي كوانغ -الناطق العسكري باسم المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار- عن معارك في جنوب وشرق بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية وكذلك في بلدة أيود بولاية جونقلي الشرقية.
وقال إن هذه المعارك تمثل "بداية لهجوم حكومي متوقع منذ مدة طويلة".
من جانبه وصف السفير البريطاني في جوبا، يان هيوز، وقوع المعارك اليوم بأنها "مخيبة للآمال" بعد يومين من زيارة ممثلي الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى جنوب السودان.
وأجرى الوفد محادثات مع زعيمي المعسكرين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار، وحثوا الطرفين على ضرورة الالتزام بالسلام بعد ثلاث اتفاقيات فاشلة لوقف إطلاق النار بينهما.
وقال هيوز إن "الوضع ميؤوس منه بدرجة كبيرة"، مؤكدا أنه "على المسؤولين السيطرة على قواتهما".
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، قد ذكرت الثلاثاء الماضي أن المسؤولين بالمنظمة الدولية تلقوا تقارير "مزعجة للغاية" عن واردات سلاح تتدفق على جنوب السودان إيذاناً بتهيئة الأجواء لمزيد من المعارك عقب انتها فصل الخريف المطير.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن رياك مشار التشديد على ضرورة أن توقف الصين تزويد حكومة جوبا بالسلاح.
وقال إن أموال الحكومة التي تجنيها من إيرادات النفط ينبغي صرفها على الموطنين الذين يواجهون مجاعة طاحنة.