أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة، قائلا إن هذا الاتفاق أصبح ساري المفعول بدءا من الساعة السابعة مساء اليوم.
وشكر عباس كل من ساهم في إنجاز هذا الاتفاق، ذاكرا على الخصوص مصر التي رعت الاتفاق، ودولة قطر التي قال إنها أسهمت في التوصل إليه، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان على اتصال دائم بالقيادة الفلسطيني للوصول إلى هذا الغرض، والأمم المتحدة التي ذكر أنها "سترسل فورا المواد الضرورية" لإغاثة غزة وإعمارها.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أنه بحث مع قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الموجودة في قطر "تركيز وتمتين المصالحة بحيث تتمكن حكومة الوفاق من أعمالها، وهو أمر يحتاج إلى وقت وجهد".
وأفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار وتم إبلاغ وزراء الحكومة بذلك.
ومن جهته، أعلن الناطق باسم حماس سامي أبو زهري انتصار المقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي، مؤكدا قتل جنديين إسرائيليين في الساعات الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أبو زهري -في تصريحات للصحفيين في غزة- إن الإسرائيليين في المناطق المحاذية لغزة بإمكانهم العودة إلى بيوتهم بقرار من حماس وليس بقرار من رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو الذي كان إعلان مراقب الدولة في إسرائيل فتح تحقيق في أداء الجيش في الحرب شهادة بفشله أمام المقاومة، حسب قول أبو زهري.
وأضاف أن المقاومة اليوم تحتفل بانتصارها على قوة البطش الإسرائيلي، وبصمود الشعب الفلسطيني وبسالة كافة فصائل المقاومة بقيادة كتاب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مشيرا إلى أن المقاومة هي التي باتت تتخذ قرار السلم والحرب.
[b]إنجاز تاريخي[/b]
وأكد أبو زهري أن المقاومة أنجزت ما عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة، بعد أن فرضت حصارا جويا على إسرائيل وقصفت مواقعها الإستراتيجية، وفرضت على الملايين من مواطنيها الهرب من بيوتهم والدخول في الملاجئ، وكسرت هيبة جيشها الذي وصفته دائما بأنه لا يقهر.
وأشار إلى أن قيمة الاتفاق اليوم ليست بفتح معابر معدودة، وإنما هي بتلبية "معظم المطالب الآنية" للشعب الفلسطيني في هذه المعركة التي تؤسس لانطلاقة مستقبلية نحو تحرير القدس وكامل تراب فلسطين التاريخية، خاصة بعد أن اعترف الإسرائيليون بأن هذه أطول وأعنف معاركهم في التاريخ.
وأوضح الناطق باسم حماس أن حركته تعتز بشعبها الذي التف حولها وقدم التضحيات الجسيمة بثبات وصبر، مؤكدا أنها لن تخذل هذا الشعب الذي حمته أثناء المعركة وستظل تخدمه بعدها.
وفور إعلان حماس التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خرج الآلاف من الفلسطينيين إلى شوارع غزة ابتهاجا بانتصار المقاومة على إسرائيل، مؤكدين صمود الشعب الفلسطيني والتفافه حول مقاومته.
وكانت الجزيرة علمت من مصادر أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تم التوصل إليه في القاهرة، ويشمل فتحا فوريا للمعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار.
وأضافت المصادر أن الاتفاق يسمح بالصيد البحري في قطاع غزة انطلاقا من ستة أميال بحرية، وحل مشكلة الكهرباء، ووقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية في قطاع غزة، لافتة إلى أن المباحثات بشأن القضايا الخلافية الأخرى -مثل ميناء ومطار غزة وقضية الأسرى- ستبدأ خلال شهر من تثبيت سريان اتفاق وقف إطلاق النار بضمانات مصرية.