حذرت روسيا الثلاثاء من أنها سترد على "التهديد" الناجم عن التعزيز المرتقب لوجود الحلف الأطلسي (ناتو) قرب حدودها، متهمة الغرب بالتصعيد في الأزمة الأوكرانية، فيما تستعد أوروبا والناتو لخطوات عسكرية واقتصادية وسط دعوة أممية بضرورة الحل السلمي.
وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ميخائيل بوبوف أن "تعديلا" للعقيدة العسكرية الروسية سيجري بحلول نهاية العام، مع الأخذ في الاعتبار ظهور "تهديدات" جديدة.
وقال بوبوف في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي إن "اقتراب البنية التحتية العسكرية لدول الحلف الأطلسي من حدود بلادنا، بما في ذلك عبر توسيع الكتلة، سيدرج بين التهديدات العسكرية الخارجية" التي تواجهها روسيا".
وتأتي هذه التصريحات ردا على "خطة الرد السريع" التي يتوقع أن يقرها الحلف خلال قمته الخميس والجمعة بعد اتهامه لروسيا بالتدخل العسكري في الأزمة الأوكرانية، وهو ما تعتبره الدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) بمثابة تهديد مباشر.
[b]تحذيرات وتحركات[/b]
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء إنه ينبغي على واشنطن أن تستخدم نفوذها لحث كييف من أجل التحول من محاولة تسوية الأزمة من خلال الحلول العسكرية إلى العمل لصالح العملية السياسية.
وحذر وزير الدفاع الأوكراني فاليري غليتاي الاثنين من اندلاع "حرب كبرى لم تشهد أوروبا مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.
فيما اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك -الذي يتولى رئاسة مجلس أوروبا- أمس الاثنين، أن هناك مخاطر من حرب "ليس فقط في شرق أوكرانيا".
من جهته، قال الرئيس الإستوني توماس هندريك إن بلاده تريد من حلف شمال الأطلسي أن ينشئ قواعد دائمة على أراضيها للدفاع عنها ضد جارتها روسيا، وطمأنة للمخاوف من أن تصبح هي بؤرة الاشتعال التالية بعد أوكرانيا.
ويأتي ذلك بينما أكدت وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغيريني للبرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء أن حكومات الاتحاد الأوروبي ستتخذ قرارا بشأن حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بحلول يوم الجمعة، مؤكدة "الحاجة إلى الرد بأقوى طريقة ممكنة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد شدد على أن الأزمة الأوكرانية لا يمكن حلها عسكريا. وأكد الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس الاثنين أن آلاف الجنود من الحلف يمكن أن ينتشروا جوا وبرا وبحرا في غضون أيام في أوروبا الشرقية.
[b]تقدم الانفصاليين[/b]
وتتهم كييف والغرب منذ أسبوع روسيا بنشر قوات في شرق أوكرانيا يبلغ عددها أكثر من ألف عسكري بحسب أرقام الحلف الأطلسي، و1600 حاليا بحسب كييف، وهو ما تنفيه موسكو.
وعلى الصعيد الميداني، أكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندري ليسنكو الثلاثاء أن 15 جنديا أوكرانيا قتلوا في النزاع في شرق البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتتواصل المعارك الضارية في جنوب شرق منطقة دونيتسك قرب بلدات كومسومولسكي وفاسيليفكا وروزدولني، "حيث يشاهد مقاتلون متمردون وقوات من الجيش الروسي"، على ما أفاد مكتب الإعلام التابع للعملية العسكرية الأوكرانية.
وأفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الأوكرانية لا تزال متمركزة في مدرج مطار دونيتسك ظهر الثلاثاء، وذلك غداة انسحابها من لوغانسك، إلا أن ضغط الانفصاليين يتعزز.
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف أن النزاع في أوكرانيا أرغم أكثر من نصف مليون شخص على مغادرة منازلهم، بينهم 260 ألفا على الأقل نزحوا داخل أوكرانيا، وعدد مماثل لجؤوا إلى روسيا.
وأوضح المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز أنه إضافة إلى 260 ألف نازح في أوكرانيا، فإن 260 ألف أوكراني طلبوا اللجوء أو منحهم وضع اللاجئين في روسيا، وفق تقرير للسلطات الروسية.