رأس الرئيس هادي رئيس الجمهورية بدار الرئاسة اليوم الاجتماع الاسبوعي لحكومة الوفاق الوطني.
وتدارس الاجتماع مختلف الاوضاع والمستجدات على الساحة الوطنية، خاصة في الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية، والجهود المبذولة للتعامل معها بحكمة وعقلانية، بما يجنب الوطن وابنائه الانزلاق نحو مالآت العنف والفوضى التي ستلحق الاضرار الكارثية بالوطن وجميع ابنائه.
وتناول الاجتماع التوصيات الصادرة عن اللجنة الوطنية الرئاسية والمقرة في اللقاء الوطني الموسع المنعقد يوم أمس برئاسة الاخ رئيس الجمهورية.. وأكد بهذا الخصوص حرص حكومة الوفاق الوطني على مساندة ودعم كل الاجراءات التي من شانها تغليب مصلحة الوطن والشعب، للمضي قدما نحو بناء اليمن الجديد ومستقبله المزدهر على اسس من الشراكة والمواطنة المتساوية والنهج الديمقراطي ووفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ووافقت حكومة الوفاق الوطني بناء على مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية المشكلة من مختلف الاحزاب والتنظيمات السياسية والشباب والمرأة، والمقرة في اللقاء الوطني الموسع، على تعديل قرار مجلس الوزراء رقم 143 لسنة 2014م والخاص بتصحيح اسعار المشتقات النفطية بحيث يتم اعادة النظر في طرق شراء المواد من الاسواق العالمية بما يحسن الاسعار ومنها الدخول في تعاقدات طويلة بين ستة اشهر إلى سنة وكذلك مراجعة الكلفة المضافة على السعر الدولي.
حيث اقرت الحكومة تعديل البند 1 من قرار مجلس الوزراء بحيث تصبح اسعار بيع مادتي البنزين والديزل في السوق المحلية، على النحو التالي:
سعر مادة البنزين 175 ريال للتر الواحد، وبحيث تصبح قيمة الدبة البنزين سعة 20 لتر 3500 ريال.
سعر مادة الديزل 170 ريال للتر الواحد وبقيمة 3400 ريال للدبة الواحدة سعة 20 لتر.
وفوض مجلس الوزراء وزير المالية باتخاذ الترتيبات اللازمة فيما يخص رسوم الضريبة العامة على المبيعات والرسوم الجمركية ورسم صندوق صيانة الطرق والجسور والمضافة على اسعار مادتي الديزل والبنزين، باعتبارها من الكلف الاضافية محل المراجعة.
واكدت الحكومة تطبيق الاسعار الجديدة لمادتي الديزل والبنزين ابتداء من الساعة 12 منتصف الليلة (ليلة الأربعاء الخميس ).. معربة عن تفهمها الكامل لمعاناة المواطنين وحرصها على اتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بالتخفيف من الاثار الجانبية لتصحيح اسعار المشتقات النفطية خاصة على المزارعين والصيادين وفقا للتوجيهات الرئاسية وقرارات الحكومة بهذا الشأن.
وتحدث الرئيس هادي خلال الاجتماع بكلمة استعرض في مستهلها المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن على ضوء المستجدات والظروف الراهنة.
وقال " لقد واجهنا منذ العام 2011م ظروفا ومراحل اصعب من هذه الاوضاع التي نمر بها اليوم، لذلك نحن على ثقة من قدرتنا وبتعاون ابناء شعبنا اليمني العظيم على تجاوزها، والسير قدما نحو بناء اليمن الجديد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، التي توافقت عليها جميع القوى والاحزاب والتنظيمات السياسية".
وأكد الرئيس على حكومة الوفاق الوطني الاستمرار في أعمالها بشكل طبيعي واعتيادي حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بناء على توصيات اللجنة الوطنية الرئاسية المشكلة من جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية والمقرة في اللقاء الوطني الموسع .. مؤكدا على اهمية الدور والمسئولية التي يتحملها الجميع في هذه الظروف للعبور بالوطن إلى بر الامان.
وقال "ان الظروف الصعبة الماثلة تحتم على الجميع التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية ، فالشعب اليمني لن يرتضي للنجاح بديلا حتى استكمال تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية الجارية".
وأضاف " علينا أن نعمل جميعا كفريق واحد لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمعت عليها كافة القوى الوطنية والسياسية، فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من التصعيد والدفع به إلى اتون العنف والفوضى".
وأشار الرئيس إلى اهمية تفويت الفرصة على الدعوات التي تستهدف الاضرار بالوطن وابنائه، واخذ العبرة من التجارب المريرة التي تعيشها بعض الدول العربية التي انزلقت إلى العنف وزهقت في اتونها ارواح بات من الصعب احصاؤها، ناهيكم عن الدمار المادي والمآسي الانسانية التي خلفتها ومازالت دوامة العنف في تلك البلدان.
وأكد رئيس الجمهورية ان الرهان كان وسيظل دائما ، على يقظة ووعي ابناء شعبنا اليمني العظيم، والذي يثبت دوما انه عند مستوى المسئولية والثقة، ويستحق منا أن نتكاتف جميعا من اجل ان نجنبه دفع أثمان جديده قد تنجم عن اي صراعات جديدة ، وان نعمل في سبيل تحقيق مكتسباته الوطنية التي جسدتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وذلك للانطلاق نحو التنمية والازدهار وطي صفحة الماضي بكل الآمها وعثراتها.
واكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن الدولة والحكومة ستعمل بكل حزم تجاه استمرار مليشيات الحوثي بالتصعيد في العاصمة صنعاء ومحيطها .
وقال:" اننا سنعمل من اجل استتباب الأمن واستقرار في ربوع الوطن والحفاظ على السكينة العامة للمجتمع مهما كان الامر، ولن نتهاون فيما يتعلق بأمن العاصمة صنعاء".
وتناول الرئيس عدد من الموضوعات المتصلة بالمهام الوطنية وفقا لما جاء في المبادرة الوطنية المقرة يوم أمس .. مشددا أن من سيكون خارج الاجماع سيعتبر من المغردين خارج السرب الوطني وسيتم التعامل معه على هذا الأساس
وقال رئيس الجمهورية :" اننا اليوم امام اختبار حقيقي فإما أن نكون أو لا نكون، فالتحديات جسيمة وكبيرة وعلينا القيام بمسؤوليتنا جميعا كل من موقعه لتجاوزها ".
ولفت الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى الدعم والتأييد الدولي الذي تحظى به اليمن، وحرص المجتمع الدولي على امن وسلامة اليمن .. مجددا شكر وتقدير اليمن قيادة وحكومة وشعبا للأشقاء والاصدقاء وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون الخليجي خاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة والدول الراعية للمبادرة الخليجية على هذه المواقف الداعمة للشعب اليمني في هذه الظروف ومساندتهم الفاعلة لاجتياز هذه المرحلة من أجل إنجاح عملية الانتقال السلمي لإرساء نموذج ناجح يحتذى به لدول المنطقة.
وفي الاجتماع تحدث عدد من اعضاء حكومة الوفاق الوطني الذين عبروا عن تقديرهم العالي للجهود المخلصة التي يبذلها الرئيس هادي من اجل اخراج اليمن من تعقيدات الاوضاع الراهنة، وما حققه من نجاحات ومكاسب وطنية منذ العام 2011م والتي كان لها اثارها الإيجابية الهامة على الصعيد الوطني بما في ذلك تجنيب الشعب والوطن الانزلاق إلى العنف والفوضى.. مؤكدين وقوفهم ودعمهم للاخ الرئيس في كل الخطوات والجهود التي يبذلها لما من شانه تجنيب البلاد ويلات التمزق والفوضى.
وأشاروا إلى ضرورة التلاحم والتضامن الحكومي والمجتمعي من اجل مواجهة جميع التحديات التي يمر بها الوطن، والعمل بمسئولية وطنية وتاريخية من اجل مصلحة الشعب، دون اعتبار للمصالح الشخصية والحزبية، وتغليب المصالح العليا للوطن على ما سواها من المصالح.