كشف مصدر رفيع المستوى في صنعاء أمس أن الرياض «كشرت عن أنيابها» للرئيس هادي، وأنها بدأت بشن حملة إعلامية ضده إثر عدم رضاها عن أدائه الرئاسي.
وقال ل»القدس العربي» «ان المملكة العربية السعودية غاضبة من تلكؤ الرئيس هادي في اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة التمدد الحوثي المسلح في العديد من المناطق اليمنية شمالي اليمن، حيث وصلت تهديدات الحوثيين المسلحة إلى العاصمة صنعاء مؤخرا إثر هذا التلكؤ والبطء في اتخاذ القرارات الحاسمة».
وأوضح أن «أسباب الغضب السعودي على الرئيس هادي راجع إلى عدم وفائه بوعود كان أعطاها للقيادة السعودية بشن حرب شاملة ضد مسلحي جماعة الحوثي لمحاصرتها وتحجيم توسعها المسلح، وأن هادي ظهر في سياسته بالتعامل مع قضية التحرك الحوثي المسلح بتردد كبير، بين السلم والحرب، دون أن يغلب قرار على آخر في هذا الصدد».
واشار إلى أن تردد هادي في هذا الجانب أسهم في تشجيع جماعة الحوثي على فتح جبهات للمواجهات المسلحة ضد القوات الحكومية ورجال القبائل المسلحين الموالين للدولة، ابتداء من منطقة دماج في محافظة صعدة التي استولى عليها الحوثيون مطلع العام الجاري بتواطؤ من السلطة التي سهلت تسليم هذه المنطقة بالكامل للحوثيين وتهجير سكانها وكانت (الغلطة) الكبيرة التي ارتكبها نظام هادي وفتح الباب أمام طمع الحوثيين في نقل معاركهم نحو مناطق أخرى في محافظات عمران والجوف وحجة، وحاليا يتمركز مسلحوهم في كافة مداخل العاصمة صنعاء.
وذكر أن «هادي شعر حاليا بخطورة السياسة المرنة التي انتهجها في التعامل مع مسلحي جماعة الحوثي وهو ما ضاعف حجم اللوم السعودي عليه، حيث تشعر الرياض أن الخطر الحوثي المسلح أصبح يهدد المصالح السعودية في عمق الأراضي السعودية وليس فقط على الشريط الحدودي مع اليمن».
وفي الوقت الذي يصعد فيه المسلحون تحركاتهم حول العاصمة صنعاء ، يشنون أيضا مواجهات مسلحة عنيفة ضد القوات الحكومية والقوات القبلية المسلحة المساندة لها في محافظة الجوف، المجاورة لمحافظة صعدة معقل الحوثيين، والتي تقع على الشريط الحدودي مع السعودية، ويعتقد اليمنيون أن المحافظة تربض على أكبر بحيرة نفطية في المنطقة، والتي أغرت الحوثيين في الاستيلاء عليها، فيما اعتبرت السلطات السعودية هذا التوجه الحوثي في الجوف تهديدا مباشرا للسعودية.
وتحدثت مصادر إعلامية يمنية أمس الأول عن مغادرة البعثة الدبلوماسية السعودية بالكامل للعاصمة اليمنية صنعاء، غير أن مصدرا رسميا أكد عدم صحة هذه الأنباء وأن القائم بالأعمال السعودي لا يزال يمارس عمله في صنعاء.
وذكرت مصادر خاصة ل»القدس العربي» أن 5 طائرات إخلاء سعودية جاهزة لإجلاء أعضاء البعثة السعودية في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى إجلاء البعثات الدبلوماسية الغربية التي تربطها علاقات متميزة مع السعودية ولا توجد لبلدانها رحلات طيران مباشرة إلى العاصمة صنعاء.