arpo23

"فيسبوك" يورّط المسؤولين اليمنيين

لم تكد تمرّ ساعات قليلة على تكليف خالد بحّاح برئاسة الحكومة اليمنية، حتى كانت صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، و"فيسبوك" تحديداً، قد بدأت بإطلاق تصريحات باسمه، تتحدث عن مجمل الأحداث السياسية والميدانية في البلاد.

وقال بحّاح، على صفحته الرسمية على الموقع نفسه، إن صفحات باسمه على "فيسبوك" نشرت تصريحات ملفقة له.

وأضاف متوجهاً إلى أصحاب هذه الحسابات: "الشكر لكل من بادر إلى إطلاق عدد من الصفحات باسمي، ولكنني أعتذر فهي لا تخصّني ولا تعبّر عن رأيي".

وتولّى بحّاح منصب وزير النفط والمعادن ثلاث مرات، وكان آخر منصب شغله مندوباً لليمن لدى الأمم المتحدة، وكلف في الثالث عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي برئاسة الحكومة.

ولم ينشر أي تصريح رسمي لبحّاح قبل هذا، منذ قرار تكليفه، فضلاً عن عدم تسلمه للمنصب حتى الآن إذ ما يزال خارج البلاد.

لكن ما حصل مع رئيس الحكومة المكلّف ليس جديداً في الشارع اليمني، بل إن الصحافة اليمنية نفسها تقع في هذا الفخّ. إذ تنشر الصحافة المحلية باستمرار تصريحات تنسبها لمسؤولين حكوميين من حسابات مزورة، وينفي كثير منهم علاقته بتلك الحسابات على موقع "فيسبوك". خصوصاً أن هذا الموقع تحوّل إلى لاعب أساسي في الحياة السياسية.

وطبعاً تبقى هويات أصحاب هذه الحسابات المزوّرة مجهولة، وخصوصاً أن الموقع نفسه يتيح لمستخدميه إنشاء عشرات الصفحات وبأسماء وهمية، وتتسبب بخلق مواقف محرجة ومتناقضة للمسؤولين من خلال نشر تصريحات باسمهم، وتكون السياسة الهدف الواضح من فعل ذلك. ويضطر هؤلاء في كل مرة إلى الخروج عن صمتهم ونفي علاقتهم بهذه الصفحات، متبرئين من مضمونها.

وقال بحّاح، في تعليقه على صفحته الرسمية "هذه صفحتي الوحيدة، ولم أصدر أي تصريحات خاصة أو عامة".

وقبل أيام نفى وزير التخطيط اليمني، محمد السعدي، أن يكون له أي حساب على موقع "فيسبوك". وقال بيان صادر عن مكتبه إن وزير التخطيط "لا يمتلك أي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأن كل ما ينشر على الصحفة من تصريحات ومعلومات لا صلة له بها، من بعيد أو قريب". و

أضاف في البيان الرسمي الصادر عنه: "كل حساب باسمي على "فيسبوك" هو بالتأكيد مزوّر، ولا يمثّلني بأي شكل من الأشكال".

والأحد الماضي، حذّر مكتب مستشار الرئيس اليمني، اللواء علي محسن الأحمر، من صفحات مزورة قال إنها تنشر تصريحات منسوبة إليه على "فيسبوك".

وقال في بلاغ وزّع على مختلف الصحافيين إنه لا يملك سوى صفحة واحدة "وهي وحدها التي تعبّر عن وجهة نظره، وأن ما ينشر في غيرها لا يمت إليه بصلة".

هذه أبرز الشخصيات اليمينة التي وقعت ضحية حسابات مزوّرة على موقع "فيسبوك"، واضطرّت لاحقاً إلى نفيها. لكن اللائحة تبقى طويلة جداً وهي تضمّ سياسيين من كل الاتجاهات، إلى جانب شخصيات عامة من قطاعات أخرى، مثل الفنانين والصحافيين.

وتنسب إليهم هذه الحسابات تصريحات هدفها توريطهم في مواقف لا علاقة لهم بها، سواء كانت مواقف سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية ودينية.

وقد ارتفعت وتيرة هذه الحسابات وهذه التصريحات المزوّرة والملفّقة مع اشتداد الأزمة السياسية والأمنية في البلاد في الأشهر الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى