طالبت مصر ما سمتها المليشيات بإخلاء مؤسسات الدولة في العاصمة الليبية طرابلس وتسليمها لحكومة عبد الله الثني، في حين التقى مبعوث للرئيس التركي رئيس حكومة الإنقاذ عمر الحاسي وأدان التدخلات الخارجية في ليبيا.
وقالت الخارجية المصرية في بيان أصدرته أمس إن على جميع "المليشيات" في طرابلس إخلاء مقار مؤسسات الدولة بهدف عودة ما سمتها السلطات الشرعية التابعة لحكومة الثني.
وأضافت أن على كافة الأطراف في ليبيا التخلي عن الخيار العسكري وبدء حوار سياسي مع بدء عملية تسليم السلاح تدريجيا وفق ما جاء في المبادرة التي أطلقتها دول الجوار الليبي في القاهرة مؤخرا.
وتعترف القاهرة بحكومة الثني المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا. واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا الثني، واتفق الطرفان على تعزيز التعاون الأمني بما في ذلك تدريب القوات الموالية لحكومة الثني التي تعتبرها مصر القوات المسلحة الليبية الشرعية.
وقالت الخارجية المصرية في البيان نفسه إن ممارسات ما سمتها المليشيات المتطرفة ضد مؤسسات الدولة الليبية أدت إلى تفاقم الوضع العسكري والأمني على نحو بات يفرض تعاملا حاسما وعاجلا مع الوضع على حد تعبيره.
وأضافت أن ذلك يكون بتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2174 الذي يفرض عقوبات على الأطراف التي تسعى لضرب الاستقرار.
وقبل أسبوع تقريبا، أكد مصدران حكوميان مصريان ونائب في مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق مشاركة طائرات مصرية في قصف مدينة بنغازي شرقي ليبيا ضمن هجوم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر يستهدف "تحرير بنغازي من المتطرفين"، بيد أن القاهرة نفت مشاركة سلاح الجو المصري في قصف المدينة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أمس، قال وزير الخارجية المصري سامح عاشور إن بلاده لا تتعامل إلا مع "الحكومة الشرعية" المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد بطبرق. وأكد أن مصر تدرب ما وصفها بالقوات المسلحة الليبية الشرعية، مضيفا أن الموقف المصري مبني على احترام "الشرعية" وسيادة ليبيا.
[b]موفد تركي[/b]
وفي العاصمة الليبية طرابلس، التقى أمس رئيس حكومة الإنقاذ عمر الحاسي، أمر الله إيشلر مبعوث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت حكومة الإنقاذ في موقعها على الإنترنت إن اللقاء تم في مقر رئاسة الوزراء بطرابلس التي تسلمتها حكومة الحاسي الشهر الماضي. وبعيد اجتماعه بالحاسي أعلن إيشلر أن تركيا تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا لدفع مسار الحوار.
وفي تصريحات لاحقة إثر عودته إلى أنقرة، وصف إيشلر لقاءاته في ليبيا بالمفيدة، وقال إن "ليبيا تعاني في الوقت الراهن من أزمة سياسية".
وشدد المسؤول التركي على أن الأزمة في ليبيا يمكن حلها عبر الحوار والمفاوضات، وقال إن تركيا تدعم عملية الحوار التي أطلقتها الأمم المتحدة، وإنها مستعدة للمساهمة بأي شكل من أجل حل الأزمة.
وندد إيشلر بالتدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا، وقال إن من شأنها الإضرار بعملية الحوار بشكل كبير. وقال "نؤكد دعمنا للشعب الليبي الذي قام بثورة 17 من فبراير، وتركيا ستستمر في الوقوف إلى جانب ذلك الشعب".
واستغرقت زيارة المبعوث التركي إلى ليبيا يومين، وكان زار مدينة مصراتة قبيل زيارته طرابلس. وقبل ذلك زار إيشلر مدينة طبرق حيث مقر مجلس النواب المنتخب في يونيو/حزيران الماضي، وذلك في إطار مساع لدفع مختلف الأطراف الليبية إلى التحاور في ما بينها.