عبرت هيئة علماء المسلمين عن قلقها من استمرار الولايات المتحدة في إرسال مزيد من قواتها إلى العراق بذريعة محاربة الإرهاب، واتهمتها بالسعي "المتدرج" لإقرار واقع احتلالها المستمر للبلاد.
وأضافت الهيئة -في بيان لها صدر أمس- أن "الشعب العراقي لن يتوانى عن اللجوء إلى خيار المقاومة من جديد وبإطار أوسع مستفيداً مما غنمه من سلاح من القوات الحكومية ومن خبرة اكتسبها خلال مقاومته الاحتلال".
وأكدت الهيئة أن "أصل المشكلة في العراق يكمن في الاحتلال ومشروعه السياسي الذي كان ولا يزال مصدر مشكلات العراقيين جميعا، وسببا رئيسيا في تمكين إيران من الهيمنة على البلاد".
ويأتي بيان الهيئة بعد يوم من موافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما على نشر تعزيزات عسكرية أميركية إضافية في العراق قوامها 1500 جندي، وذلك بناء على طلب من الحكومة العراقية، مما سيرفع تعداد القوات الأميركية المعلن تواجدها في العراق إلى أكثر من ثلاثة آلاف عنصر.
واعتبرت الهيئة أن القوات الأميركة بالعراق بالإضافة إلى تشكيل تحالف دولي وتأسيس ما يشبه القواعد العسكرية في شمالي العراق والقيام بطلعات جوية وقصف شبه يومي للمناطق المدنية بحجة محاربة الإرهاب يعد "إعادة انتشار للقوات الأميركية في البلاد".
واعتبر بيان الهيئة أن أوباما بذلك "لم يع الخطأ الذي وقع فيه سلفه جورج بوش، وأنه يمارس الهروب إلى الأمام عائدا بالعراق إلى المربع الأول بهدف تعقيد المشهد في هذا البلد وتقوية حالة الصراع المتواصل على أرضه، وفي عموم المنطقة".
وفي ختام بيانها نصحت هيئة علماء المسلمين "بتجنب المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة ولا سيما العراق، والنظر إلى أصل المشكلة التي تكمن في الاحتلال العسكري والمشروع السياسي الذي وضع الأميركيون أسسه في هذا البلد".