أكّد شهود عيان سقوط قتلى وجرحى، فجر الأربعاء، في اشتباكات دارت بين مسلّحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحراسة منزل رئيس تحالف قبائل اليمن، الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، نجل رئيس مجلس النواب الراحل، عبدالله الأحمر، وذلك في حي الحَصَبَة، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء.
وأفادت مصادر "حوثية"، بأنّ "مسلّحيهم اقتحموا منزل سام الأحمر فجراً، بعد اشتباكات مع حراسة المنزل، وأنّ مسلحين آخرين من حراسة منزل الشيخ صادق المجاور له، لا يزالون يتحصّنون فيه".
وتضاربت الأنباء حول سبب اندلاع الاشتباكات، إذ أرجعتها مصادر إلى إجبار مسلّحي "الحوثي" إحدى السيارات التابعة للأحمر على الخضوع إلى التفتيش، في حين اتهمت مصادر أخرى جماعة "الحوثيين" بأنّهم كانوا يستعدون لتنفيذ هذا الهجوم، منذ عصر أمس الثلاثاء.
من جهتها، عزت مصادر حوثية الهجوم الذي شنته على منزل الأحمر، إلى ما قالت إنّه اعتداء عناصر من حراسة الأحمر على نقطة لما يسمونها ب"اللجان الشعبية" التابعة لهم.
وامتدت المواجهات التي استعملت فيها مختلف الأسلحة، من بينها قذائف الهاون، إلى محيط منزل صادق الأحمر وعلى مقربة من مبنى وزارة الداخلية وجولة الحبّاري ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
كما سُمع دوي انفجارات متتالية هزّت المنطقة والأحياء المجاورة، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من منزل سام الأحمر بعد إصابته بقذائف هاون من مدافع "الحوثيين"، وسط أنباء عن مغادرة سام الأحمر إلى مكان غير معروف.
وتخلّلت الاشتباكات هدنة لم تستمر سوى دقائق ثم عادت مجدداً لتعلن مصادر إعلامية "حوثية" تطهير منطقة الحصبة "من التكفيريين والدواعش" وهو الوصف الذي يطلقه "الحوثيون" على خصومهم.
وأعادت الاشتباكات إلى الأذهان اشتباكات مماثلة في صيف 2011، دارت في المنطقة نفسها (الحَصَبَة)، بين القوات الحكومية ومسلّحين تابعين لأبناء الشيخ عبدالله الأحمر، الذين أيّدوا مطالب الثوار المنادين برحيل علي عبدالله صالح.
يشار إلى أن المعركة بين جماعة "الحوثيين" ومشايخ آل الأحمر، اندلعت، منذ مطلع العام الجاري، إذ فجر "الحوثيون" منازل تابعة لآل الأحمر في معقلهم، بريف محافظة عمران شمالي البلاد، بالإضافة إلى منزل آخر في مدينة عمران مركز المحافظة.
من جهة ثانية، أعلنت جماعة "أنصار الله" عن مقتل اثنين من مسلّحيها وجرح ثلاثة آخرين، في كمين مسلّح استهدف دورية للجان الشعبية التابعة لهم، الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء، وذلك بالقرب من جامع الخير في شارع سقطرى جنوبي العاصمة.
وتنتشر نقاط المسلّحين "الحوثيين" في شوارع العاصمة صنعاء، بعد سيطرتهم عليها نسبياً في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، وأعلن مسؤولون عسكريون وأمنيون عن توجه الحكومة لاستيعاب مسلّحي الجماعة في وحدات الأمن والجيش.