سخط شبابي وشعبي يتزايد ضد تشدد جماعة الحوثي بعد أن منع مسلحوها الغناء في صالات أعراس في صنعاء وعمران وأغلقوا محلات لبيع "كاسيتات" في صعدة.
بدا محمد القدسي حزيناً ومغتاظاً، مساء الجمعة الماضي، بعد أن أجبره مسلحون حوثيون على الخروج من صالة أعراس في العاصمة صنعاء، كان قد حضرها لمشاطرة صديقه العريس فرحته الكبرى.
ما إن بدأ المغني يغني حتى اقتحم الصالة مسلحون ينتمون لحركة "أنصار الله" الحوثية، بحيث كانوا يوجودون في نقطة أمنية لهم قرب مكان الصالة في التحرير وسط صنعاء، فأجبروا المغني على التوقف بحجة أنه أزعجهم، لكن سرعان ما أظهروا فكرتهم المعادية للفن وللموسيقى حين أوضحوا أنهم يريدون أن يكون هناك منشد إسلامي.
"لقد عرضوا علينا أن يأتوا بمنشد من لديهم ودون مقابل" يروي القدسي ل(جيل العربي الجديد). ويتابع بنرة سخط: لكننا رفضنا وخرجنا نحن والفرقة الفنية، ومعنا عشرات الضيوف، وبحثنا عن صالة أخرى، ولكن الاستياء قد لاح على محيا الجميع، وتأثر العريس نفسيّاً بهذه الحادثة المزعجة.
تلك حادثة جديدة في سلسلة حوادث متشابهة كشفت حقيقة عداء جماعة "أنصار الله" الحوثية للفن وللموسيقى. مطلع العام الحالي، وبعد سيطرة الجماعة الطائفية على محافظة عمران، بعد أشهر من معارك خاضوها ضد مسلحي "بيت الأحمر"، حدثت قصة مشابهة، لكنها أكثر حزناً وأسىً.
لقد اقتادت الجماعة المسلحة مغنياً من وسط صالة أعراس أيضاً، وذهبوا به إلى السجن ليحتجز فيه أياماً، وقالوا له وفقاً لتناولات إعلامية: "هذه عمران، وليست صنعاء". في إشارة إلى أن من يسمون ب"أنصار الله" باتوا يدركون جيداً أن صنعاء فيها ملايين من الناس من كل أنحاء اليمن، وفيها من كل نوع وجنس وفئة ومذهب ودين، فهم يمضون في خطتهم ذات الطابع الطائفي، وفقاً لعملية مرحلية منظمة.
منذ أن بدأت الحركة نشاطها في عام 2004 في إحدى مديريات محافظة صعدة، شمال اليمن، ظلت تقوم بأنشطة شبيهة بتلك التي تقوم بها الجماعات الأرهابية والمتطرفة، وتكشف كل يوم عن حقيقة من توجهاتها التي لم تكن معلنة. ومع كل تقدم على الأرض كانت تحققه الجماعة، كانت شرطتها تمارس سلطاتها في التضييق على الحريات الشخصية للناس، فتوجهت لإغلاق محلات بيع كاسيتات الأغاني، وظلت تلاحق كل من يستمع الموسيقى بحجة أنه حرام ومنكر ويتعارض مع قيم المسلم.
المتابع لحال الحوثي مع الموسيقى بات يكتشف حقيقة أن الجماعة بدأت تتوجه نحو رفع شعار "الموت للموسيقى/ الموت للجمال".