يتصدر إنتاج البن اليمني، أحد أهم الزراعات التاريخية التي اشتهر بها اليمن، أولويات الاستراتيجية الحكومية للصادرات، والتي يُشرف على إعدادها فريق استشاري متخصص من الاتحاد الأوروبي.
وقال وكيل وزارة الزراعة في اليمن، عبد الملك الثور، لـ"العربي الجديد": "نأمل من خلال برامج الاستراتيجية مضاعفة إنتاج البن إلى 50 ألف طن، يخصص منها الثلث للتصدير، إذ من المؤكد أن العائدات ستتجاوز 300 مليون دولار". وأشار إلى المكانة التي يحظى بها البن اليمني عالمياً؛ حيث يعتبر من الأغلى، ويتجاوز سعر الكيلو منه 15 دولاراً.
ووفقاً للإحصائيات الرسمية، تقدر المساحة الزراعية المخصصة للبن حالياً في أنحاء اليمن بنحو 34.5 ألف هكتار، ويزرع في الوديان حيث المناخ الدافئ والرطب وفي السفوح والمدرجات الجبلية وعلى ارتفاعات تتباين بين 700 و2400 متر فوق سطح البحر.
وتعتمد آلاف الأسر اليمنية على محصول البن لتنمية مدخولها، إذ يعمل في هذا المجال قرابة المليون شخص، بدءاً من زراعته وحتى تصديره.
وارتفع إنتاج اليمن من البن عام 2012 إلى نحو 19 ألف طن من 14 ألف طن في 2009، وارتفع في عام 2013 إلى 20 ألف طن، وهو رقم يعد متواضعاً بالقياس إلى إنتاج بلدان أخرى.
وقال وزير الزراعة اليمني، فريد مجور، أمس، إن الحكومة اليمنية تسعى إلى رفع إنتاجية البن من 25 ألف طن سنويا، إلى 50 ألف طن في السنوات الخمس القادمة. ولفت إلى أنشطة وبرامج تسعى الوزارة إلى تنفيذها لدعم وتطوير إنتاجية البن، منها تكثيف نظام حصاد مياه الأمطار، وإدخال أنظمة الري الحديث، وإدخال أنظمة الطاقة الشمسية.
ويصدر اليمن ما بين 7 و10 آلاف طن إلى اليابان والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى السعودية ومصر.
ويقول المختصون إن تدني إنتاج اليمن من البن يرجع إلى الظروف الجغرافية التي يزرع فيها البن، وإلى ندرة المياه في اليمن، إضافة إلى تخلف الأساليب الزراعية المتبعة في إنتاجه، وكذا تفتت ملكية الأراضي الزراعية التي تتلاشى مع مرور الأجيال، أو تنتهي لصالح نبتة "القات" التي تدر ربحاً وفيراً وسريعاً على المزارعين.
ويؤكد مدير عام التسويق الزراعي، المهندس فاروق قاسم، أن العمل جار بمنظومة الإنتاج، وهناك اهتمامات كبيرة، سواء من الجانب المحلي أو المنظمات الدولية لتطوير ومضاعفة إنتاج البن في اليمن، مشيراً إلى أن الاستراتيجية تتضمن التوسع في شتلات البن وتوزيعها بأسعار رسمية أو مجانية للمزارعين.
وفي إطار استعادة مكانة البن، اختار اليمن، العسل والبن، كمحور لمشاركة اليمن في المعرض العالمي اكسبو ميلانو 2015 في مدينتي ميلان وبارما الإيطاليتين.
وكانت وكالة التنمية الأميركية أطلقت عام 2013 برنامج تنمية معيشة المجتمع، بتحسين إنتاج البن في 5 مناطق في اليمن.
والمشروع عمره ما بين 3 و5 سنوات، ويستهدف مراجعة منظومة الإنتاج للبن اليمني، وإكسابه معايير مطابقة لمقاييس القهوة العالمية في الولايات المتحدة الأميركية والأسواق الأخرى.