قُتل 12 شخصاً في هجوم نفّذه مسلّحان على صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس، فيما جُرح 10 آخرون بينهم 5 في حال الخطر، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن الشرطة الفرنسيّة. في هجوم غير مسبوق في أوروبا على مؤسسة صحافية.
من جهتها، أعلنت وكالة "فرانس برس" أن من بين القتلى شرطيين. ونقلت الوكالة عن مصدر في الشرطة قوله إنّ شهود عيان سمعوا المهاجمين يهتفان "انتقمنا للرسول".
وذكر مراسل "العربي الجديد" في باريس أنّ "الرسامين والكُتّاب المشهورين كابي وشارب وتينيوس وفولانسكي، الذين صنعوا تاريخ الصحيفة، من بين قتلى العملية الإرهابية التي ضربت مقر الصحيفة".
وقد تصادَف الاعتداء مع انعقاد الاجتماع الأسبوعي، قبل صدورها الأسبوعي كل يوم خميس، بل جرى في المقر الجديد الذي افتتحته بعد احتراق مقرها السابق في اعتداء سابق، وهو ما يشير إلى أن المهاجمين كانوا يعرفون الهدف جيداً، بل يعرفون أسماء كُتّاب الصحيفة ورسّاميها، وأنهم أعدوا العدة لعمليتهم منذ فترة طويلة.
وهذه ليست هي المرة الأولى الذي تتعرض فيه هذه الصحيفة الساخرة لاعتداء، فقد تعرضت في السابق لقنبلة فجرت مقراتها وظلت خلال شهور عديدة ضيفة على جريدة "ليبراسيون". لكنّ الاعتداء هو الأكثر دمويّة من نوعه في فرنسا منذ حو إلى خمسين عاماً. ونشرت وسائل ومواقع فرنسيّة شريط فيديو صوّره أشخاص من مبنى قريب، يظهر فيه مسلّحان وهما يهتفان "الله أكبر" بينما يقومان بإطلاق النار.
ونقلت "قناة أي تيليه" التلفزيونية الفرنسية عن شاهد قوله إنه رأى الواقعة من مبنى قريب في قلب العاصمة الفرنسية. وقال الشاهد بنوا برينجيه للقناة: "قبل نحو نصف ساعة دخل ملثمان المبنى وهما مسلحان بكلاشنيكوف... وبعد دقائق قليلة سمع دوي إطلاق نار كثيف". وأضاف أن الرجلين شوهدا وهما يفران من المبنى فيما بعد.
وفيما بعد، أعلن وزير الداخليّة الفرنسي أنّ "ثلاثة مجرمين شاركوا في الهجوم".
و"شارلي إيبدو" صحيفة ساخرة، تصدر رسوماً كاريكاتوريّة شكّلت جدلاً واسعاً في السابق، من بينها رسومات تناولت النبي محمد مرّتين، ما أدى إلى تظاهرات ضدّها في العالم الإسلامي.
وكانت الصحيفة قد نشرت على حسابها على "تويتر" رسماً كاريكاتورياً ساخراً ضد "الخليفة" أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم "داعش".