يلقب الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي توفي صباح أمس الجمعة، بمهندس الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأحد أبرز الشخصيات الإقليمية والدولية وأكثرها تأثيرا.
وتولى مقاليد الحكم في السعودية في أغسطس 2005، خلفا للملك فهد.
وكان قد تولى رئاسة الحرس الوطني عام 1963، وفي عام 1975 عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، وبعدها بسبع سنوات أصبح نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني بالإضافة إلى كونه ولياً للعهد.
وبذل الملك عبدالله جهودا كبيرة على الساحتين الداخلية والخارجية لزيادة انفتاح المملكة على العالم، ومحو الصورة السلبية التي حاول البعض إلصاقها بها عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
في هذا الإطار دعا إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب ونادى بالحوار بين الأديان.. وهو ما تجلى في زيارة تاريخية للفاتيكان، وترأسه مؤتمري حوار الأديان في إسبانيا والأمم المتحدة.
وقدم الملك عبدالله عام 2003، وقت ولايته للعهد، تصورا للتسوية الشاملة في المنطقة بين العرب وإسرائيل، خلال القمة العربية في بيروت، تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، وتبنتها القمة لتصبح مبادرة سلامٍ عربية متكاملة.
وبذل العاهل السعودي جهودا كبيرة لرأب الصدع والصراعات عربيا، حيث استضافت المملكة مؤتمرا للمصالحة بين فتح وحماس في مكة عام 2007 وفي العام نفسه رعت اتفاق مصالحة بين السودان وتشاد لإنهاء التوتر بينهما، كما جمع أطراف النزاع في الصومال للتوقيع على اتفاقية مصالحة.
وبادر الملك عبدالله خلال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية المنعقد في الكويت عام ألفين وتسعة بالدعوة إلى إنهاء الخلافات العربية العربية، وسرعان ما عقد لقاء مصالحة مع الزعيم الليبي آنذاك العقيد معمر القذافي.
داخلياً، اتخذ الملك عبدالله سلسلة من الإصلاحات منها زيادة صلاحيات مجلس الشورى، وسمح لأول مرة للمرأة بحق الترشح والانتخاب، وافتتح جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية، كأول جامعة مختلطة في تاريخ المملكة، وأنشأ عدة جامعات متطورة، وأطلق مشروعات اقتصادية ضخمة منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وازدادت البعثات التعليمية للدارسين السعوديين في الخارج لتصل لأعلى مستوى لها.
وحافظ العاهل السعودي على مكانة المملكة كأكبر مصدر للنفط عالميا، وعزز دورها كأكبر اقتصاد عربي، لتدخل نادي الدول العشرين الكبرى اقتصاديا في العالم.
وفي خدمة المشاعر المقدسة، وضع الملك عبدالله حجر الأساس لأكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، وأنشأ قطار المشاعر، لتسهيل حركة الحجيج في منى، وكذلك زيادة سعة منطقة رمي الجمرات في المشاعر المقدسة.
وفي جارتها اليمن، قدمت المملكة مع دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة، تم بناء عليها تسوية الأزمة اليمنية، بتنحي الرئيس عبدالله صالح، وتنصيب إدارة انتقالية.
وفي سوريا، ساندت المملكة بشكل كبير تطلعات الشعب السوري للحرية، وكانت على رأس المانحين الدوليين والداعمين السياسيين للاجئين السوريين في دول الجوار.
كما دعمت المملكة مصر في خضم أزمتها السياسية عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وقدمت دعما اقتصاديا وسياسيا كبيرا وكانت في طليعة الجهود الخليجية في مساندة الاقتصاد المصري.