التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالعاهل السعودي الجديد الملك سلمان في الرياض، اليوم الأحد، وعقد أول مباحثات مطولة معه لمناقشة القضايا الإقليمية، في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط اضطرابات لم يسبق لها مثيل.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الملك سلمان خالف قواعد البروتوكول المتبع في السعودية، واستقبل السيسي في المطار، للترحيب بالرئيس المصري، في وقت تدور فيه التساؤلات عما إذا كانت العلاقات القوية التي كانت بين البلدين في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله ستستمر.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن السيسي قوله، اليوم الأحد، إن اللقاء يهدف إلى تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى أزمات الشرق الأوسط وأمن البحر الأحمر، في ضوء تصاعد الأزمة السياسية في اليمن.
والزيارة هي الأحدث في سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية المكثفة في الرياض، وجاءت عقب محادثات بين الملك سلمان وجميع قادة جيران السعودية الخليجيين وكذلك الأردن.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول سعودي، فضّل عدم ذكر اسمه، أن الزعيمين سيناقشان اقتراح السيسي نشر قوة عسكرية مشتركة للتعامل مع التهديدات الإقليمية، خاصة تلك القادمة من اليمن وليبيا وسورية، لمكافحة الإرهاب.
وفي مقابلة مع قناة العربية هذا الأسبوع، قال السيسي إن القوة لن تستخدم للهجوم، ولكن "للدفاع عن أمن بلادنا".
وأضاف أن الأردن عبّر عن رغبته في إنشاء مثل هذه القوة التي يمكن أن تتضمن السعودية والإمارات.
وهناك قوات مصرية منتشرة بالفعل على الحدود السعودية مع العراق، للمساعدة في الدفاع عنها ضد المسلحين الراديكاليين، طبقاً للجيش المصري ولمسؤولي أمن.
ويعدّ هذا هو أول لقاء للزعيمين منذ تسريب تسجيل في فبراير/شباط، للسيسي وهو يسخر من ثروة الخليج النفطية، ويقول إن المال هناك "مثل الأرز". وكان بعض من المقرّبين له في دائرته قد وصفوا دول الخليج بأنها "أنصاف دول"، وقالوا إنهم يحتاجون مصر للدفاع عن أنفسهم.
وتقول السلطات المصرية إن التسجيلات مفبركة من قبل جماعة الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي.
وكان السيسي قد قام بزيارة إلى السعودية في يناير/كانون الثاني الماضي عقب وفاة حليفه المقرب الملك عبد الله. وخلال فترة حكم عبد الله، قدمت السعودية مليارات الدولارات من المساعدات لدعم حكومة السيسي، بعد قيامه عندما كان وزيراً للدفاع بالإطاحة بمرسي في 2013.
وينتظر أن يلتقي سلمان غداً الإثنين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو من أشد منتقدي الحملة على الإخوان المسلمين في مصر. وانتقد السيسي تركيا في مقابلته مع العربية، وقال إنها تحتاج إلى وقف تدخلها في مصر.