نفّذت مجموعة شباب يمنيين، حملة ميدانية لإعادة المنهوبات التي تم السطو عليها من قبل بعض الأهالي، خلال الأيام الماضية من المعسكرات والمؤسسات الحكومية، بما فيها المنزل الخاص بالرئيس عبد ربه منصور هادي، في مدينة عدن جنوب غربي اليمن.
وتعرض المنزل مع العديد من مؤسسات الحكومة، للنهب عقب اندلاع المواجهات المسلحة بين قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وبعض ألوية الجيش الموالية لهم.
وقال الشاب سمير الإبي (33 عاماً)، وهو أحد القائمين على الحملة، إنها تأتي استشعاراً للمسؤولية المجتمعية والأخلاقية التي تحتم عليهم الحفاظ على أمن وسلامة مدينة عدن، وتسليم المنهوبات للسلطات الأمنية.
وأشار الإبي إلى أن أهالي منطقة شِعب العيدروس، اتفقوا فجر أمس في مسجد "الضياء"، على الطلب من أهالي المنطقة إعادة كل ما نهب، الأمر الذي لاقى استحسان الجميع، حيث أعلن القائمون على المسجد بمكبرات الصوت عصر أمس الخميس، عن موعد تسليم المنهوبات لمجموعة من الشباب، ليقوموا بدورهم بتسليمها للجهات المختصة.
وأضاف الإبي في تصريح خاص ب "العربي الجديد"، أن أهالي المنطقة تفاعلوا مع الحملة وأعاد كثير منهم ما نهب من القصر الرئاسي (المعاشيق)، ومنزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبعض المعسكرات مثل جبل حديد ومعسكر عشرين بعد خروج الجنود منها وانتشارهم في بعض الشوارع تحسباً لضربات جوية.
وأوضح الإبي أن غلب المنهوبات المعادة عبارة عن ذخائر وأسلحة خفيفة، بالإضافة إلى بعض الأدوات التي تستخدم في المنازل، مؤكداً تسليمها إلى قسم شرطة كريتر.
من جانبه، عبّر الشاب بدر عيسى عن استيائه من قيام بعض الأشخاص باستغلال الظروف الأمنية، واقتحام بعض المؤسسات العسكرية والخاصة ونهبها، نافياً أن تكون "ثقافة الفَيْد (السطو)" موجودة لدى أهالي عدن المدنيين المسالمين بحسب وصفه.
وأشار عيسى إلى أن هذه الممارسات لا تعبّر عن أهالي عدن الذين لطالما عرفوا بالسلمية والمدينية واحترام القانون وحقوق الآخرين، مطالباً جميع من تورطوا بمثل هذه الأعمال إعادة المنهوبات إلى أصحابها أو الجهات الخاصة.
وكانت جماعات قد أقدمت على نهب بعض الأسلحة الخفيفة والأثاث الخاص بعدد من المنشآت العامة، بالإضافة إلى مركز الشامل التجاري، بعد غياب أمني يقول بعض الأهالي إنه مقصود ومستمر حتى اليوم.
[b]خلو الشوارع وتوقف الحياة[/b]
ومع استمرار المواجهات المسلحة في أماكن متفرقة من مدينة عدن، توقفت مظاهر الحركة والحياة في أغلب الشوارع العامة، وامتنع طلاب المدارس والجامعات عن الذهاب إلى دواماتهم.
واُجبر الأهالي على البقاء في منازلهم، وأغلقت أغلب المحال التجارية مع استمرار حرب الشوارع في عدد من المديريات والأحياء بالمدينة، بعد أن تزودت أغلب الأسر باحتياجاتها من المواد الغذائية خلال أيام الأسبوع الماضي، تحسبا لمآلات قدوم أنصار جماعة الحوثيين إلى عدن.
وقال المهندس وليد محمد إن أغلب سكان عدن اليوم، يجلسون في منازلهم يتابعون الأخبار، وإن كثيراً من الأعمال الخاصة والعامة متوقفة تماماً بسبب المواجهات. وأشار إلى أن أسواق عدن اليوم فارغة من المتسوقين، وأن الأهالي يلجأون إلى شراء بعض حاجياتهم من المحلات التجارية الصغيرة المتواجدة بالأحياء السكنية الفرعية.
وأوضح وليد أنه كغيره من المواطنين، اضطر لتأجيل عدد من الدورات التدريبية التي يقوم بتنفيذها حتى تستقر الأوضاع في عدن.