[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

التين الشوكي باليمن.. فاكهة وصحة وتجارة

يكاد لا يخلو بيت يمني في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق الجبلية من فاكهة التين الشوكي، المعروف محليا ب"البلس"، فهي الثمرة الحلوة المذاق، الأكثر انتشارا في الأوساط الشعبية، خصوصا في شهر رمضان على موائد الافطار.

ورغم أشواكها المؤلمة، تبدو فاكهة التين الشوكي، والتي تنتمي إلى عائلة الصبّار، مرغوبة كثيرا عند الكبار والصغار، ويتسابق على تناولها الجميع، بعد تقطيع كل حبة من قشرتها الشوكية، والتمتع بمذاقها السكري وطعمها الفريد.

ويرى كثيرون أن التين الشوكي له فوائد صحية جمة، ويؤكد المواطن لطف الصبري في حديث للجزيرة نت إنه شخصيا يقبل على تناول التين يوميا لأنه يساعد على الهضم، خصوصا بعد وجبة العشاء الدسمة، بالإضافة إلى أنه فاكهة سكرية لذيذة.

ويعتقد خبراء تغذية أن للبذور الكثيفة التي تحتويها ثمرة التين الشوكي، فعالية جيدة في تنشيط جدران المعدة والأمعاء، كما تعمل على تليين وتنظيف الجهاز الهضمي، وتساعد على علاج حالات عسر الهضم والإمساك بشكل طبيعي.

[b]نشاط اقتصادي[/b]

التين الشوكي الذي انتشرت زراعته في المناطق الجبلية، ذات المناخ البارد المعتدل، تحديدا في منطقة غيمان بمديرية خولان جنوب صنعاء، وهي المنطقة الأشهر في اليمن، التي برعت بزراعة التين، حتى باتت مقصدا لآلاف البائعين والعاملين والمسوقين.

وتقدر إحصاءات حكومية صادرة عن وزارة الزراعة اليمنية، الإنتاج السنوي خلال فصول السنة من التين الشوكي في منطقة غيمان وحدها بما يصل إلى 5250 طنا، وتبلغ إجمالي قيمة مبيعاتها إلى نحو 350 مليون ريال يمني.

وكانت مبيعات فاكهة التين الشوكي قفزت لمستوى قياسي بالسنوات الماضية، وجنى بائعوها ومسوقوها أرباحا كبيرة خصوصا مع تمكن مزارعي هذه الفاكهة ومسوقيها من تصديرها إلى بلدان عربية مثل لبنان والكويت وحتى تركيا وبلدان أوروبية.

إلا أن الموسم الجاري بسبب الحرب وحالة الحصار البري والبحري والجوي التي يعاني منها اليمن حاليا، لم يتمكن المزارعون والمسوقون من تصدير فاكهة التين إلى الخارج، واقتصر الأمر على تسويقه محليا في مناطق محدودة خصوصا في صنعاء.

ولذلك بدت أسواق صنعاء مكتظة بعرض فاكهة التين، وانخفض سعر السلة سعة 20 كيلوغراما إلى ما يعادل خمسة دولارات، فيما سعرها سابقا يصل إلى 15 دولارا.

[b]تجارة رابحة[/b]

زيد العديني، أحد البائعين الجائلين لفاكهة التين الشوكي، يعتبر نفسه محظوظا لأنه اتجه إلى شراء وبيع التين الشوكي، الذي يبدأ موسمه في أبريل ويستمر حتى نهاية فصل الصيف، ويتمكن خلال أشهر موسم إنتاج التين من ادخار مال يكفيه لبقية العام.

وأشار العديني في حديث للجزيرة نت إلى أنه يعمل في بيع وتسويق التين منذ خمس سنوات، ويؤكد أنه في شهر واحد جنى ربحا ماليا يصل إلى 200 ألف ريال يمني، وهو ما يعكس حجم الإقبال الشعبي على شراء التين، كونها فاكهة طازجة وشهية.

وهناك الآلاف من البائعين الجائلين والمسوقين لهذه الفاكهة التي استطاعت جذب كثير من الأيادي العاملة التي كانت تعاني البطالة، كما وفرت مئات الوظائف لعمال جني المحصول من أراضي المزارعين، وصار كثيرون يمتهنون بيع وتجارة التين الشوكي وينتشرون بأغلب شوارع وأحياء العاصمة صنعاء.

وتقدر احصاءات حكومية أن انتاج اليمن من التين الشوكي يتراوح بين 60 ألف طن ومائة ألف طن، وصنفت اليمن في المرتبة الثانية عربيا بعد المملكة المغربية التي تتصدر إنتاج التين الشوكي على المستوى العربي.

ورغم الإنتاج المتميز لليمن من التين الشوكي، فإنها تفتقر إلى صناعة التسويق والتصدير للخارج، وتبدو الجهات الحكومية مقصرة في رعاية المزارعين وحتى البائعين والمسوقين، والارتقاء بعملية إنتاج وتصدير محصول التين الشوكي، كما هو الحال مع محاصيل الفواكه والخضراوات.

زر الذهاب إلى الأعلى