قدم الهلال الأحمر القطري تبرعاً كريماً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيمة 481,604 دولار أمريكي لقاء توفير 300 وحدة إيواء مطورة للاجئين اليمنيين في مخيم "مركزي" للاجئين اليمنيين في جيبوتي، والذين يعيشون ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة.
زأشاد الدكتور نبيل عثمان، الممثل الإقليمي للمفوضية بالإنابة لدى دول مجلس التعاون الخليجي بأهمية التبرع الذي قدمه الهلال الأحمر القطري قائلا: "نحن ممتنون للمساهمة القطرية التي تأتي في الوقت المناسب جداً، فاللاجئون اليمنيون في مخيم مركزي يعيشون ظروفاً صعبة وقاسية وخاصة خلال فصل الصيف، فالخيام المتوفرة لا تقيهم حر الصيف ولا تمنع عنهم العواصف الرملية.
نحن نريد أن يعيش اللاجئون حياة كريمة أقرب إلى الحياة الطبيعية، وهنا تكمن أهمية منحة الهلال الأحمر القطري عبر توفير مساكن لائقة".
وأضاف د. نبيل: "إن المساهمة الإنسانية القطرية ليست بالغريبة، بل كان هناك أيضاً العديد من المساهمات لدعم مشاريع المفوضية الخاصة باللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان، وهوما يدل على عمق وفهم مكمون العمل الإنساني لدى الحكومة القطرية". وسوف يساعد هذا التبرع في رفع معاناة أكثر من 743 أسرة يمنية، غالبيتهم من النساء والأطفال والمرضى، في مخيم مركزي، تأويهم 325 خيمة، لكن الكثير من هذه الخيم تعرض للتلف، والبعض الآخر ينهار بفعل العوامل المناخية الصعبة.
ويعيش هؤلاء اللاجئون بين مطرقة الحرارة المرتفعة وسندان الأتربة والعواصف الرملية، حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ47 درجة مئوية بين شهري يونيو وسبتمبر، كما أن العواصف الرملية القوية تعيق اللاجئين عن الطهي في خيامهم خشية اندلاع حرائق، مما يجعل الحياة في المخيم أكثر قسوة.
يذكر أن المآوي المقدمة تعتبر فريدة من نوعها، حيث صممت بطريقة تراعي شروط النقل والوزن والسعر والسلامة والصحة والراحة.
ويمكن تجميع هذه المآوي في الموقع من دون أي أدوات أو تجهيزات إضافية، وهي مزودة بلوح شمسي ومصباح للإضاءة في ساعات الظلام، والعمر المتوقع للمأوى هو ثلاثة أعوام، وقد طورته مفوضية اللاجئين بالشراكة مع مؤسسة "المأوى الأفضل" وأطلقته في شهر مارس الماضي، وهو مثال مبتكر للتصميم الملائم من حيث الشكل والوظيفة والنوعية والاستدامة والسعر، وقد أخذت عملية التطوير تجارب واحتياجات اللاجئين في أماكن مختلفة من العالم.
وقد أكد سعادة السيد صالح بن علي المهندي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، على أهمية هذه المساهمة القطرية قائلاً: "إيمانا بدورها وواجبها الإنساني، فقد قامت دولة قطر من خلال الهلال الأحمر القطري بتوفير 300 وحدة سكنية جاهزة من إنتاج مؤسسة الإسكان للجميع التابعة لشركة أيكيا العالمية، وهي وحدات إيواء مؤقت مصممة خصيصاً للاجئين بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتتميز بملاءمتها الكبيرة لهذا الغرض من حيث الحجم والوزن والسعر والأمان والراحة والمواصفات الصحية وسهولة النقل وسرعة التركيب".
وشدد المهندي على الدور الإنساني الرائد الذي تلعبه دولة قطر ممثلة في صندوق قطر للتنمية في مختلف المناطق الساخنة من العالم، مؤكدا أن الهلال الأحمر القطري يضع كل إمكاناته المادية والبشرية وخبراته الفنية تحت أمر الدولة لتنفيذ أي مشاريع تسندها إليه، مستفيدا من صفته القانونية كمنظمة إنسانية معترف بها عالميا وتحظى شارتها ومركباتها وأفرادها بحماية قانونية بموجب الأعراف والقوانين الدولية.
يذكر أن هناك أكثر من 45.500 لاجئ يمني فروا إلى الدول المجاورة مثل جيبوتي والصومال وإثيوبيا والسودان وعمان والمملكة العربية السعودية، وذلك جراء المعارك الدائرة هناك منذ شهر مارس من هذا العام، وقد استقبلت جيبوتي وحدها أكثر من 9,256 يمنيا منذ بداية الأزمة حتى 30 يونيو من العام الحالي.
ومن جهتها، تضع المفوضية خططاً احترازية لاستقبال ما يصل إلى 30 ألف لاجئ على مدى الأشهر الستة المقبلة في جيبوتي التي تستضيف حالياً حوالي 15ألف لاجئ.
وفي أرض الصومال وبونتلاند في الصومال، بدأت المفوضية وشركاؤها الاستعدادات لاستقبال ما يصل إلى 100 ألف شخص، ومن بين الأشخاص الفارين من اليمن ثمة لاجئون كانوا قد فروا من أفريقيا إلى اليمن ويمنيون يفرون من بلادهم.