arpo37

مخاوف أوروبية من تسلل "دواعش" بين صفوف المهاجرين

أثار عمدة مدينة نيس والوزير اليميني السابق، كريستيان إستروزي، جدلاً ساخناً في فرنسا بعد إطلاقه تصريحاً نارياً، أكد فيه "وجود جهاديين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يندسون بين صفوف المهاجرين غير الشرعيين الذين يتقاطرون إلى أوروبا.

ولم يستند عمدة نيس المعروف بتصريحاته النارية والاستفزازية إلى أي معلومات موثقة أو تقارير رسمية حول هذه القضية، وإنما أعاد استغلال فكرة "مؤامراتية" كانت أثارتها بعض وسائل الإعلام المقربة من اليمين المتطرف، ومفادها أن "داعش" هو العقل المدبر لموجات المهاجرين الأفارقة والعرب، الذين تدفقوا بكثرة في الأشهر الأخيرة إلى السواحل الأوروبية، وأن من بين هؤلاء، محاربين متمرسين يتسللون لتنفيذ هجمات داخل البلدان الأوروبية.

وتعالت العديد من الأصوات داخل الحكومة الاشتراكية للتنديد بتصريحات إستروزي، معتبرة أنها مجرد افتراءات لها أهداف انتخابية.

وجاءت أبرز ردود الأفعال على لسان رئيسة لجنة التحقيق في الشبكات الجهادية ونائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي، ناتالي غوليت، التي نددت بالاستغلال السياسي "الضيق لموضوع على هذه الدرجة من الحساسية".

واعتبرت أن المشاكل العويصة التي تطرحها ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين على فرنسا في منطقة كاليه، على الحدود الفرنسية البريطانية، لا يجب أن تفتح الباب لاتهامات من هذا النوع، لافتة الانتباه إلى أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالة لمتسلل جهادي من بين المهاجرين.

وكان وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، قد تطرق إلى هذا الموضوع في آذار/مارس الماضي، حين أكد أن الأجهزة الفرنسية لا تهمل فرضية احتمال تسلل الإرهابيين بين المهاجرين، وأن السلطات لا تمنح حق اللجوء السياسي، لأفراد مرتبطين بالتنظيمات الجهادية.

واعتبر محللون متخصصون في الحركات الجهادية، منهم دافيد تومسون، أن غالبية المراكب التي تقل المهاجرين غير الشرعيين، تنطلق من السواحل الليبية من مناطق تحت سيطرة تنظيم "فجر ليبيا" المعادي لتنظيم "داعش"، وأن هذا الأخير لم يتطرق ولو مرة واحدة إلى فكرة استعمال موجات المهاجرين لأهداف جهادية.

وكان المنسق الأوروبي للوكالة الأوروبية لمحاربة الإرهاب "فرانتيكس"، جيل دو كيرشوف، قد حذر أيضاً في مارس/آذار الماضي من احتمال اندساس إرهابيين بين المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الأوروبية وتقديم أنفسهم كطالبي لجوء، بينما أكدت السلطات الألمانية الأسبوع الماضي أنها لا تملك "أدلة ملموسة" حول تسلل جهاديي "داعش" بين المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى الأراضي الألمانية.

ويخشى بعض المراقبين من استغلال هذه الفكرة لزيادة مشاعر العداء تجاه المهاجرين غير الشرعيين، الذين يبقون حتى ثبوت العكس رجالاً ونساء وأطفالاً، يهربون من مناطق النزاعات المسلحة والمجاعة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى