أرشيف محلي

"لا تقبرونا".. براءة يمنية تجابه القتل

من جثة الطفل السوري أيلان الملقاة على أحد شواطئ تركيا، إلى "صرخة الحياة" التي أطلقها الطفل اليمني فريد قبل أن يفارق الحياة، قصة طفولة تدفع ثمن حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت الفيديو الذي تضمن استغاثة الطفل فريد شوقي الذماري للأطباء "لا تقبروناش" (لا تقبرونا) قبل أن يدخل في غيبوبة، ليفارق بعد ذلك الحياة، متأثرا بجراحه التي أصيب بها بعد سقوط قذيفة أطلقها الحوثيون على حيه، حيث كان يلعب مع رفاقه أمام منزله الكائن في حي الخياطين بتعز.

صرخة هذا الطفل موجهة إلى ضمير الإنسانية، وتضاف إلى لائحة طويلة من المآسي التي ستبقى محفورة في التاريخ البشري.

[b]"الورد ينتحب"[/b]

وأشعلت قصة فريد مواقع التواصل، فعبر المغردون ببعض أحرف عن ألم الفيديو وقسوته، ويغرد حساب (@ MojeebAlhomedi) أن "صرخة الحياة التي أطلقها طفل تعز قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، تحولت إلى وجع دائم في ضمير الإنسانية".

ويقول مصطفى العمراني عن كلمة "لا تقبروناش" إنهم لن ينسوها "وسوف تظل لعنة في جبين القتلة المجرمين إلى يوم الدين". ويتابع موجها كلامه إلى رفيقة فريد "لا تبكي يا طفلتي، رفيقك في الجنة ينتظرك بإذن الله.. اللهم انتقم ممن خذل تعز.. اللهم احرمه أحب الأشياء إلى قلبه".

أما الشيخ جمال بن عطاف فغرد بقوله "هناك ثورة في تعز وغضب عارم قادم على المليشيات بعد الكلمة التي قالها الشهيد الطفل فريد".

ويغرد حساب (@q23ea) بأن "الفيديو ينضم إلى الفيديوهات القادمة من سوريا والعراق.. أطفال المسلمين لا بواكي لهم".

ويعبر عامر السعيدي عن ألمه بعد مشاهدته هذا الفيديو بنظم قصيدة تقول:
"لا تقبروناش، إني أعشق اللّعبا، وأشتهي وطناً لا يقتل الطربا
حتى لا ترى صوري أمّاً تنوح على بروازها وأبا
قال الطفل: لا تقبروناش، وانكسرتْ روح السماء ومات الورد منتحبا
يا لعنة الله لا تبقي على أحد خان البلاد وأذكى حولها اللهبا".

ويسأل الإعلامي اليمني حافظ البكاري في تغريدة "من سيجرؤ على دفن فريد بعد صرخته المتشبثة بحقه في الحياة؟"، في حين يغرد الصحفي اليمني غمدان اليوسفي "لا شيء يستطيع المرء الصراخ به بعد صرخة فريد".

[b]صرخة اليمن[/b]

ويغرد حساب "تعز الآن" عن فريد أنه "أراد الحياة فأرادوا له الموت، لا تقبروناش كلمته التي أوجعت قلوبنا، أوجع الله قلبك يا حوثي بأعز من تملك".

وفي كلمات مؤثرة يسأل حساب (@khawalh_) "ماذا فعل فريد لكم؟" ويغرد "دفن ودفنت معهم إنسانيتهم وضمائرهم، وخسروا الله في قلوبهم، لاتقبروناش.. حزت الكلمة في مخيلتي وتنخر عقلي بشدة وألم، ماذا فعلت يا فريد ليسلبوا حياتك؟!".

وعلى موقع فيسبوك يكتب حساب "المركز الإعلامي لساحة التغيير-صنعاء" منشورا جاء فيه "لاتقبروناش.. صداها يتردد على مسامعي ويعصف بي بعيدا في دوامة من الحزن.. اللهم انتقم لنا".

ويغرد مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت أنه "يا فريد اليمن.. يا ابن تعز، صرخت متوسلا بنا: لا تقبروني! فقبرناك... وعرفنا أنّا قبرنا كرامتنا".

وتغرد الإعلامية القطرية إلهام بدر أنه "والله ما عدنا ندري كيف نجترع وجع هذه الأمة؟ حزننا ثقيل بحجمها".

ويصف بارع سليمان في تغريدة صرخة فريد بأنها "صرخة اليمن كله هذا اليوم.. طفل يعبر عن وطن، أنقذوا ما تبقى منه".

زر الذهاب إلى الأعلى