عند الحديث عن تركيا من الناحية السياسية، فسرعان ما تطفو في الذهن صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بوصفه رمزا واضحا للدولة التركية، في فترة ما بعد الانقلابات العسكرية، ومهندس بناء النهضة الاقتصادية الحديثة، وفقا لرؤية العديد من الأتراك، بغض النظر عما يثيره من الجدل حول آرائه السياسية.
وقد يظن الكثيرون أن دولة تركيا الحالية، هي دولة الرجل الواحد، وهو أردوغان، دون الوضع في الحسبان وجود عدة رجال سياسة مؤثرين حول أردوغان، وبخاصة في حزبه العدالة والتنمية.
أحمد داوود أوغلو
ثاني أشهر الشخصيات السياسية في تركيا حاليًّا، والذي يشغل منصب رئيس الوزراء التركي، منذ أغسطس 2014 خلفًا لأردوغان.
أطلق عليه المحللون لقب “مهندس السياسة الخارجية” في الحكومة التركية نظرًا لدوره الكبير والفعال في تغيير السياسة الخارجية في حكومة حزب العدالة والتنمية منذ تم تعيينه وزيرًا للخارجية عام 2009.
أحمد داوود أوغلو السياسي والأكاديمي الفذ تمكن من قيادة حزب العدالة والتنمية خلفًا لأردوغان، ليكون هذا الأمر تتويجًا لثقة الرئيس التركي اللامحدودة في أوغلو.
كثير من المحللين يرون أن وجود أوغلو، الصديق المقرب لأردوغان، في منصب رئاسة الحكومة، أعطى أردوغان نفوذًا في فرض أو توجيه بعض القرارات، رغم أن الأخير لا يملك صلاحيات تنفيذية كبيرة، بحكم الصلاحيات المحدودة للرئيس في الدستور، ليظل أردوغان موجودًا في دائرة الضوء واتخاذ القرارات التركية.
هذا الأمر أكده انتشار صور على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تبين تواجد الرئيس التركي ضمن اجتماع للحكومة التركية في شهر يناير الماضي، وذلك رغم تقارير أشارت لغضب أوغلو، إلا أنه يبدو أن الرجلين قادران على إدارة خلافاتهما الشخصية بشكل جيد إلى الآن.
جدير بالذكر أن أحمد داوود أوغلو نفى وجود أي خلافات بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آنذاك، ما يؤكد قوة العلاقة بينهما.
بن علي يلدريم
هو صديق الرئيس التركي أردوغان منذ تسعينيات القرن الماضي طبقًا لما أشار إليه تقرير نشره موقع هافينغتون بوست عربي، أشار لمدى قوة العلاقة بين الرجلين. صداقة الرجلين بدأت عام 1994 بينما كان أردوغان يتولى رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وفي نفس الوقت كان يلدريم يدير شئون المواصلات البحرية في إسطنبول.
يلدريم شغل منصب وزير المواصلات منذ تولي أردوغان رئاسة الحكومة عام 2002 وحتى عام 2013. الكثير من المراقبين يعتبرونه اليد اليمنى للرئيس التركي، وساعد في تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001. كما أن يلدريم حائز على 11 دكتوراه فخرية بين عامي 2006 و2013.
يوصف بأنه الشخصية التكنوقراط الأكثر كفاءة وخبرة في العمل الحكومي. مشاريع بن علي يلدريم كانت من بين أبرز المشاريع التي تباهى بها رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية التركي على مر قيادتهم للحكومة.
أبرز أعمال يلدريم تمثلت في استكمال مشروع “مرمراي” وهو عبارة عن خط مترو يربط بين الجانب الأسيوي والجانب الأوروبي لمدينة إسطنبول، والذي يعبر تحت مياه البوسفور. هذا المشروع تم بناؤه عام 2004 وافتتح رسميًا يوم 29 أكتوبر 2013 في إنجاز غير مسبوق للحكومة التركية آنذاك.
يلدريم خرج من الحكومة عام 2013 ليخوض معركة الانتخابات البلدية، لكنه خسرها نتيجة اشتراكه في أحد معاقل الحزب الجمهوري بمدينة إزمير، لكن بمجرد وصول أردوغان للقصر الرئاسي، أعلن تعيين يلدريم مستشارًا خاصًا له، حتى أطلقت عليه الصحف التركية لقب “رئيس حكومة الظل”، لأن يلدريم يدير 13 مستشارا يحكمون السياسة الداخلية والخارجية لتركيا.
إبراهيم قالين
يشغل منصب مساعد الأمين العام لرئاسة الجمهورية منذ عام 2015. وشغل منصب المستشار الأساسي لأردوغان فيما يتعلق بالشئون الخارجية، عندما كان الأخير رئيسًا للوزراء منذ عام 2009، كما عمل متحدثا رسميا باسم الرئاسة التركية منذ ديسمبر 2014، وتولى منصب نائب ووكيل رئيس الوزراء منذ سبتمبر 2012.
يعمل قالين أيضًا أستاذا مساعدا، في قسم الدراسات الإسلامية، بكلية هولي كروس في الولايات المتحدة الأمريكية.
إيفكان آلاء
يصفه البعض بيد أردوغان الأمينة، وهو الذي قاد حملة منظمة للقضاء على نفوذ جماعة فتح الله غولن، والتي أطلق عليهم اسم التنظيم الموازي، بعدما تولى منصب وزير الداخلية في التغيير الوزاري الاضطراري بداية عام 2013، وقد نجح في الحد من تأثير هذه الجماعة بشكل واضح.
تعيين آلاء في منصب وزير الداخلية، جاء رغم أنه لم يكن عضوًا في البرلمان التركي، لكن قبل 3 أشهر من الانتخابات البرلمانية التركية عام 2014 اضطر آلاء لتقديم استقالته، طبقًا لما يفرضه الدستور التركي من استقالة وزراء الداخلية والمواصلات والعدل من منصبهم. بعد الاستقالة توجه آلاء إلى القصر الرئاسي برفقة أردوغان ليتولى مهمة إدارة عملية اختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية، بجانب بن علي يلدريم لخوص الانتخابات التي تمت في شهر يونيو الماضي.
تولى آلاء رئاسة محافظة بطمان من 2003 إلى 2004، ثم أصبح محافظًا لديار بكر ذات الغالبية الكردية بين عامي 2004 – 2007 ليصبح مساعدًا لأردوغان، عندما كان الأخير رئيسًا للوزراء بين عامي 2007 وحتى 2013.
أيدن أونال
يعتبره البعض الشخص الأبرز في التأثير على الرأي العام في تركيا، عبر انتقاء المصطلحات، وضخها بطرق مختلفة في وسائل الإعلام التركية، لتتحول إلى مانشيتات رئيسية ترسم الخطوط الأساسية للحزب الحاكم.
طبقًا لما ذكره موقع هافينغتون بوست عربي، فقد كتب أونال حوالي 6 آلاف صفحة شكلت جميع خطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الفترة بين عامي 2007 و2015. ومن المعروف أن أسلوب أونال في الكتابة يتناغم مع طريقة أردوغان النقدية خصوصًا مع اختيار أسلوب النقد اللاذع للمعارضة.
تمكن أونال من الفوز بالمقعد الخامس عن المنطقة الثانية لولاية أنقرة، بعدما كان قد استقال سابقًا من منصبه ككبير مستشاري رئيس الجمهورية لأسباب صحية.
أونال كان معروفًا لدائرة ضيقة في مقر الحكم بأنقرة، لكن تأثيره كان كبيرًا، ويمكن ملاحظته في كافة خطابات أردوغان، كما أنه يوصف بأنه باحث متميز.
علي باباجان
وزير الاقتصاد ووزير الخارجية السابق قبل أحمد داوود أوغلو. ويعتبر هو مهندس الاقتصاد التركي، وكان المفاوض المختص بملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، كما أنه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية.
في 2002، تم تعيينه وزيرًا للشئون الاقتصادية وكان وقتها أصغر أعضاء مجلس الوزراء سنًا حيث كان يبلغ 35 عاما فقط.
ساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي لتركيا، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي لها في أعقاب سنوات طويلة من الأزمات الاقتصادية التي عاشتها تركيا.
آخر مناصبه كانت نائب رئيس مجلس الوزراء في الفترة بين 2009 – 2015.
عمر تشليك
هو سياسي وصحفي تركي عمل وزيرا للثقافة والسياحة في الفترة بين عامي 2013 و2015. كما عمل أيضًا عضوا في البرلمان التركي في الفترة بين عامي 2002 – 2015، فهو أحد أكثر أعضاء حزب العدالة والتنمية بقاءً في البرلمان.
منذ عام 2010 شغل منصب نائب الرئيس المسئول عن الشئون الخارجية. هو أيضًا رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الثنائية الأمريكية التركية.
برهان كوزو
المحامي والسياسي المخضرم الذي يعمل مستشارًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ساهم كوزو في تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2002 وهو من المقربين كثيرًا للرئيس التركي.
يشغل عضوية البرلمان التركي ورئيس لجنة الدستور بالبرلمان التركي منذ عام 2008، ويعتبر الرجل هو العقل المدبر والمخطط للدستور التركي الجديد الذي ينادي به أردوغان.