في تجربة فريدة، أسست مجموعة من النساء اليمنيات عام 2001، جمعية لزراعة البن في منطقة طالوق بمدينة تعز، جنوبي اليمن تحت اسم "جمعية طالوق النسوية للبن"، غير أن تلك النساء اللواتي اجتهدن لتحسين ظروف أسرهم المعيشية، لم يكنّ يدركن أن الجمعية ستأخذهم إلى طريق العالمية.
وفي العام 2011 توسعت الجمعية لتبدأ مرحلة التصدير خارج البلاد، والعام الجاري ورغم ظروف الحرب دخلت الجمعية منافسة إقليمية وحازت على المركز الثاني.
وحصدت جمعية طالوق النسوية للبن، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، المرتبة الثانية في مسابقة الإبريق التركي بمدينة دبي. واعتبرت رئيسة الجمعية فاطمة علي عبد الخير، أن الفوز في مناسبة إقليمية إنجاز كبير وتكريم للبن اليمني وللمرأة اليمنية التي تكافح رغم الحرب وتستطيع إحداث الفرق في ظل الظروف الصعبة.
وقالت فاطمة: "نحن فخورون بهذا الإنجاز ضمن مسابقة إقليمية وهذا يعني أن الجمعية انتقلت من المحلية إلى الإقليمية وأصبحت تنافس لجودة إنتاجها من البن وفقاً للمواصفات العالمية".
وذكرت أن الجمعية تأسست في سبتمبر/أيلول2001، وجميع الأعضاء فيها نساء ويبلغ عددهن 164 عضوة، وتهدف في الأساس إلى رفع مستوى المرأة الريفية اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً. وأوضحت أن الجمعية واجهت الكثير من العراقيل والإهمال الحكومي لكنها استطاعت التغلب عليها وتحقيق نجاحات كبيرة.
وقالت في حديثها عن البدايات: "لدينا نوعان من البن النوع الدائري والنوع التفاحي والمباع بكثرة هو النوع الدائري لجودته ونكهته الرائعة والمنعشة، بدأنا نجمع البن الصافي والقشر ونقوم بتسويقه إلى العاصمة صنعاء ثم نسلم الكمية لأحد التجار"، مشيرة إلى الدعم الذي تلقته الجمعية في بادئ عملها من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية.
ولفتت إلى أن المستفيدين المباشرين وغير المباشرين من المزارعين هم النساء الريفيات في منطقة المشروع خصوصاً النساء الأعضاء في جمعية طالوق، وأسر المزارعين والأسر الريفية الفقيرة، وكذا المستخدمون من العمال بالأجر اليومي والموسمي من أبناء المنطقة.
وتأسست الجمعية في منطقة طالوق الواقعة ضمن جبل صبر بمدينة تعز، ويبلغ عدد سكانها حو إلى 3200 نسمة أغلبهم يعتمدون على النشاط الزراعي كمصدر للدخل. والنظام الزراعي يعتمد على الأمطار الموسمية وحصادها وهو نظام المدرجات الزراعية.
وتوضح دراسة أعدتها جمعية طالوق النسوية للبن، أن منطقة طالوق تتميز بأهميتها الأولى لزراعة البن في محافظة تعز حيث تقدر عدد أشجار البن حالياً فيها بحو إلى 32.265 ألف شجرة بنسبة 19.32% من إجمالي عدد أشجار البن الكلية في محافظة تعز، والبالغة بحدود 167.034 ألف شجرة، وتصل نسبة للنساء العاملات في القطاع الزراعي بنحو 95% من الإجمالي.
ووفقاً للوضع الحالي، فإن معدل عائدات البن المالية في المنطقة سنوياً يقترب من 6 ملايين ريال يمني (28 ألف دولار)، وقدرت الدراسة أن العائدات بعد تنفيذ مشروع تقنية ما بعد الحصاد لمحصول البن في وادي طالوق، قد تصل سنوياً إلى أكثر من 16 مليون ريال يمني.
وتحظى الجمعية بدعم ورعاية وكالة تنمية المنشآت الصغيرة التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية.
وقال مدير الوكالة وسام قائد، إن بن جمعية طالوق النسوية بمحافظة تعز، حصل على المركز الثاني في مسابقة الإبريق التركي، التي أقيمت مؤخراً بمدينة دبي.
وقال قائد ل "العربي الجديد": "جمعية طالوق النسوية أحد النماذج الناجحة والرائدة في مجال زراعة وتصدير البن وفقاً للمواصفات العالمية، وهي نموذج رائع للتنمية المحلية، وتعد أول جمعية يمنية نسائية لزراعة وتصدير البن للأسواق المتخصصة".
وأوضح أن الوكالة دعمت الجمعية من خلال معمل البن وآلات التقشير، ثم بدورات لمشاهدة عمليات التقشير والفرز والتجهيز للبن قبل تصديره، وقد كانت هذه هي تجربتهم الأولى لمشاهدة الآلات وطاولات الفرز التي قامت الوكالة بدعمها وتجهيزها.
وأكد أن فريق عمل الوكالة يكثف جهوده كي يصل البن اليمني للمرتبة الأولى في مسابقات عالمية قادمة.
وأشار قائد إلى أن الوكالة نفذت، مؤخراً، 3 دورات تدريبية في إدارة محصول البن في وادي طالوق – تعز لعدد 60 مزارعاً ومزارعة حيث تم أثناء التدريب توزيع دليل إدارة محصول البن كنسخة مجانية للمزارعين، للرجوع إليها والاستفادة منها في حقول البن، كما تم أيضاً توزيع أدوات تقليم أشجار البن على المزارعين.