كنت أوضحت تطرف المذهب الهادوي من خلال إيراد أقوال الإمام الهادي نفسه الذي إعتبر عدم الإيمان بالإمامة لعلي إبن أبي طالب كرم الله وجهه بعد رسول الله كفر وفجور عن الدين وكيف أن الإمامة والخلافة لا تتم عبر الشورى وإنما بالوصية والتعيين الإلهي لعلي كرم الله وجهه ولأولاده من أبناء الحسن والحسين من بعده.
وعلى هذا الأساس كفّر الإمام الهادي الخلفاء الراشدين والصحابة وأهل السنة والجماعة، وحتى نتأكد من هذا التطرف للمذهب سنورد مقتطفات مما ورد في كتاب الغطمطم الزخار في الرد على كتاب الإمام الشوكاني السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار من مخطوطة مرفق صورها.. بما يظهر ويؤكد حقيقة المذهب في موقفه من الصحابة وكتب السنة وأهل السنة والجماعة ومدى الكراهية والحقد الدفين على الصحابة الراشدين وأهل السنة وعبارات السب والشتم المقذع التي يأنف الجاهل والسوقي أن يتلفظ بها فضلاً عن صدورها عن عالم من العلماء.
أولاً: المقدمة:-
جاء في مقدمة كتاب الغطمطم الزخّار ما يلي:-
( حمداً لمن جعل الغطمطم الزخار مطهراً لرياض الأزهار وحدائق الأثمار عن أرجاس الأقطار التي قذف بها السيل الجرار الحامل من النجاسات والجيف والأقذار ما هو أشد من لعاب الكلب في الرجس والخبث والإستقذار، وصلاة على من شرع الدين القويم وعهد إلى أمته بأن أهل بيته قرناء الكتاب الكريم وأنهم سفن النجاة دون سائر الأصحاب المطهرون عن الرجس بالنص الذي لا شك فيه ولا ارتياب، فمن خالف منهجهم القويم تاه في بيداء الضلالات ومن إنحرف عن صراطهم المستقيم تردى في هاوية الكفر والعمايات، وعلى آله حافظي أحكام الشريعة عن أن يعتريها دغل الملحدين أو يعتورها دسائس ذوي الزيغ المفسدين وبعد :
فإن كلاب النَصَبَ النابحة لا تزال تعوي في كل زمان وقرن شيطان الإلحاد لا يزال يطلع من نجد الفتنة وكلما هلك شيطان خلفه شيطان، وفي زماننا هذا قد كانت ضريت تلك الكلاب العاوية حتى كادت أيامه أن تلحق بأيام معاوية لولا ما تدراك الله الإسلام وأهله به من إستئصال الروم لشأفة النجديين وإطفاء نار أولئك المارقة الكفرة الملعونين.
غير أن أدناسهم كانت علقت ببعض من ينتحل العلم ويدعيه من أهل صنعاء اليمن وراموا لولا خيب الله مساعيهم الخبيثة أن يضرموا في أرجائها نيران الفتن، رغبة في طمس مذهب العترة المطهرين وطمعاً في إماتة شريعة سيد المرسلين ومحبة لإظهار مذهبهم ودينهم الغوي المفترى وتمنياً على الله أن يجعل للمبطلين سلطاناً على الورى ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وحق على الله أن لا يستتب أو يتم ما إنتحله المبطلون وحين إنقطعت منهم الأطماع لم يبق في يد كبير أولئك السقط الرعاع سوى تسويد وجه الرقاع وبث المؤلفات في الأودية والأمكنة والبقاع والمشتملة على الطعن في مذهب العترة الأطهار والقدح في معتمدهم ومعتمد شيعتهم من أعني كتاب الأزهار.
فلما برز للوجود سيله الجرار ظناً منه أن طاهرات تلك الأثمار المطهرة بالوابل المغزار المستمدة من ينابيع البحر الزهار المتفجرة بفتح الغفار والمشتهرة إشتهار ضوء النهار سيعلق بها من لعابه النجس السائل من فمه وأقلامه ما يكدر رونقها ويقذر مونقها ولم يدر أن ذاك من أضغاث أحلامه وأن قدر البدر المنير أجلّ من أن يطمّه السيل وسنا الشمس المضيئة أعلا من أن يطمسه ظلام الليل.
غير أن الشيعة الكرام لمّا أقلقهم نباح ذلك العاوي وشغلهم تصويت ذلك المهر الغاوي، راموا مني إلقام الكلب الحجر بإزالة العين من نجاسته والأثر، فأسعفتهم بإرسال خليج من الغطمطم الزخار وافياً بقلع عين ذلك النجس مطهراً لكل تلك الآثار لما رأيت إسعافهم فرض عين فكتبت لهم ما تطمئن به النفس وتقر به العين والله أسأل الإعانة والتوفيق فهو للمستمسك به خير معين ورفيق).
ثانياً: الإعتراض على الشوكاني في إدراجه للصحابة في الصلاة على النبي وآله:
بقوله ( قال كبير الغواة أقماه الله بعد الحمد والصلاة على النبي وآله ما لفظه _ وعلى أصحابه الهداة الأعلام صلاة وسلاماً يتكرران بتكرر لحظات الأنام – أقول: إدراج الصحب في الصلاة محل دغل كبير. وطعن في الدين ليس شأنه باليسير وهو من دسائس النواصب الملاحدة التي لا يفهمها إلا العاقلون ولا يعقل ما ترتب عليها إلا العالمون) ص6.
إلى أن قال في ص8: (فمن المنهي أيضاً ما صدر من الصحابة يوم السقيفة من نبذ ما عهده إليهم وراء ظهورهم إلا اليسير فكانوا كما أخبر الله تع إلى عنهم بقوله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } فالذين حفظوا العهد ممن لم يقض نحبه هم اليسير، والكثير بدّلوا فحق فيهم ما قاله تع إلى في الآية بعدها {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} – وهم الذين حفظوا العهد - {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ } – وهم المبدّلون إذ كان تبديلهم بعده دليل أنهم إنما أظهروا الإسلام تلفظاً وباطنهم الكفر والميل مع الدنيا وعلى هذا ورد الحديث الثابت عند الخصم (يقصد البخاري) في الصحيح وغيره بحيث لا يتمكن من إنكاره وهو حديث 🙁 يؤتى بأناس من أصحابي أعرفهم فيؤخذ بهم ذات الشمال وفي رواية فيختلجون دوني فأقول أصحابي أصحابي فيقال أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول بعداً وسحقاً لمن بدّل بعدي) وإذا كان هذا نص الكتاب والسنة فيهم فكيف لا نقول نحن بعداً وسحقاً وخيبة وجدعاً لمن أبعده الله ورسوله على أنهم ينتظمون في سلك الذين يكتمون ما أنزل الله وقد ورد فيهم من الآيات ما ورد من جملتها أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وإذا كان الكتاب العزيز قد نطق بلعن مثلهم فلا يعترض بالنكير على لاعن من صح تبديله منهم وكتمه إلا الرّاد لكتاب الله المتخذ إلهه هواه فإن إعتذر بأن خطأهم كان لشبهة فلنعذر اليهود فإن خطأهم كان لشبهة ونخطئ الله تع إلى ورسوله في ذمهم ولعنهم، وبعد تخطية الله ورسوله ليقل ما يشاء.
هذا ومن البيّن الواجب على علي عليه السلام ليس إلا التلكي عن بيعة أبي بكر إبتداءً وقد فعل فلمّا أحس من جمهورهم الخلاف، والإسلام إذ ذاك غريب وكانوا هم الذين أخلّوا بالقيام بالواجب وهم المخاطبون ب(تركت فيكم) و (إني تارك فيكم) و ب(من كنت مولاه فعلي مولاه) ونحو ذلك وعليهم الإثم لا عليه، تركهم وما حملوا من الوزر والنفاق ليبوءوا بإثمه مصداق ما قاله عليه السلام : لقد تقمصها إبن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا.
فإذن إستبان بهذا فساد قول من يقول أن علياً عليه السلام أخلّ بواجب عليه هو القيام بعد الرسول –ص- لو كان منصوصاً عليه إذ قد أتى الواجب عليه وهو التلكي ومن أنكر تأخره عن بيعة أبي بكر فقد باهت وأنكر الضروري).
ولا بد من تعليق مقتضب على طعن هذا الدجال الإمامي في صحابة رسول الله –ص- مع أنني سأورد رداً كلياً على الأسس التي بنى عليها طعنه في الصحابه في الفصول التالية.
فأقول كيف يطعن هؤلاء الإماميون في الصحابة عبر آيات قرآنية متشابهة لا علاقة لها بالموضوع والقرآن قد زكى الصحابة رضوان الله عليهم وتابعيهم بآيات محكمات قطعية الدلالة في قوله تع إلى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100، فهذه الآية القرآنية العظيمة صريحة الدلالة في تزكية صحابة رسول الله –ص- بحيث تخرس هذا الرافضي وأمثاله وتلقمهم حجراً في عدة دلالات مادحة للصحابة رضوان الله عليهم لا قادحة كالتالي:
1- التزكية القرآنية الصريحة للصحابة جملة وتفصيلاً بقوله تع إلى (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) حيث شملت المهاجرين والأنصار جميعاً وقوله تع إلى (مِنَ) لا تفيد هنا التبعيض وإنما الإبتداء أي إبتداء من الصحابة مهاجريهم وأنصارهم إلى تابعيهم فإدراج التابعين مع الصحابة دل على أن (مِنَ) ابتدائية والتابعين غائية.
2- كما أن هذه التزكية القرآنية الصريحة تزكية للصحابة رضوان الله عليهم من إبتداء دخولهم في الإسلام إلى بعد مماتهم بدليل تزكية القرآن لمن سار على نهجهم واقتفى أثرهم من التابعين وهذا دليل على عدم تبديلهم وارتدادهم وإلا لما زكى القرآن من تبعهم بإحسان من التابعين.
3- كما أن البشارة لهم بالجنة من الله دل على التزكية المطلقة لهم وعدم تغييرهم وتبديلهم وإلا لما تم تبشيرهم بالجنة.
4- كما دلت هذه الآية على أن المبشرين بالجنة ليسوا عشرة من الصحابة وإنما طبقة الصحابة في الجملة بصريح النص.
وتتو إلى الآيات القرآنية المزكية للصحابة مهاجرين وأنصار واصفةً لهم بالصدق لا الكذب ومدللة على صدقهم بتركهم لديارهم وأموالهم لنصرة الله ورسوله وفي سياق التزكية القرآنية المطلقة لهم يأتي التوجيه الإلهي للمسلمين بالدعاء لإخوانهم من الصحابة السابقين بالإيمان والنهي القرآني الواضح عن الحقد والغل على الصحابة وتابعيهم في قوله تع إلى : {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9} وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{10} الحشر.
هذا غيض من فيض، أما سبه ولعنه للصحابة رضوان الله عليهم فنقول له كيف تتجرأ على لعن من قال الله فيهم (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ)، واللعن في القرآن لا يكون إلا لمن غضب الله عليه والملعونين في القرآن هو الشيطان وأتباعه وسبب لعنهم هو تأويلهم العنصري السلالي للأديان كما سنوضح لاحقاً.
أما البخاري الذي إستشهد به فالحديث يجب أن يفهم بما لا يخالف صريح القرآن كما إعترف هذا الرافضي وعليه يحمل هذا الحديث في عموم أمة محمد –ص- يوم القيامة ويتعزز هذا الفهم بما أورده البخاري نفسه من الحديث الصحيح في النهي عن سب الصحابة بقول الرسول –ص- (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم أو نصيفه) رواه البخاري، فلماذا تجاهل هذا الرافضي هذا الحديث أليس هذا من قبيل تتبع المتشابه مع أن المنهجية الموضوعية تقتضي جمع كل الآيات والأحاديث في الموضوع نفسه، وتتبع المتشابه هي منهجية أهل الزيغ بصريح قوله تع إلى (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ).
ودليل حمل حديث البخاري في عموم أمته الرواية الأخرى للبخاري التي جاء فيها (ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم إلا أنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يارب أصحابي فيقال لا تدري ما أحدثوا بعدك.... الخ)، فعبارة (رجال من أمتي) في هذه الرواية عممت بما يدل أن المقصود غير الصحابة لأن الصحابة قد زكاهم القرآن.
وماذا سيقول هذا الرافضي وأمثاله إذا دللنا على تزكية القرآن للصحابة بآية أخرى مع أن الآية السابقة كافية لقوة دلالتها في قوله تع إلى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18،ويكفي من هذه الآية قوله تع إلى (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) فالله وحده هو الذي يعلم السر وأخفى وقد نفذ إلى قلوبهم وعلم ما فيها حالاً ومآلاً ولذلك زكى من اتبعهم وبشرهم بالجنة.
ثالثاً: موقف المذهب من أهل السنة والجماعة:
ما أورده في ص9 (لم يبق عذر لمن ألتزم من الصحابة طاعة معاوية وبني أمية أبداً للقطع الذي لا ينكره إلا مباهت بأنهم أئمة ظلم وفساد غير مقيمين لكتاب الله آمرين بمعصيته، وإذا لم يكن لمن سمي بإسم الصحابة عذر في ذلك فبالأولى أن لا يكون لمن خلفهم من التابعين وتابعيهم ممن إلتزم نهجهم في إتباع أئمة الظلم وقد سمعت صادع الكتاب كيف نص على أن وصف الظلم موجب للمنع من نيل عهد الإمامة في قوله (لا ينال عهدي الظالمين) فما إستدلوا به من الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة إن صح ورودها عن النبي –ص- فهي مقيدة بقطعي وبالمتواتر الذي ذكرناه ولا تصح وهي من التزوير ممن تسمى باسم الصحابة أو التابعين فالأمر أظهر.
غير أن المتأخرين من التابعين وتابعيهم لما عمّ أكثرهم الطمع والميل مع الدنيا وهو الداء الذي أتيت منه الصحابة لزموا تلك الطريقة والتزموا جماعة الظلمة من الأمويين والعباسيين متشبثين بما عرّفناك وهو كما عرفت، أو هي من نسج العنكبوت وبهذا تسموا بأهل الجماعة، فأما إضافة السنة إلى ذلك يعني تسميتهم بأهل السنة والجماعة فلأنهم لما سمعوا أن أهل البيت قرناء الكتاب وأصل الكتاب بالنص النبوي وكان سلفهم ممن صحب النبي –ص- أو رآه قد وضع لهم أحاديث عن الرسول تكون متشبثاً لهم في معتقداتهم الباطلة، كانوا إذا أورد عليهم أهل الحق آية من الكتاب أو السنة توافقه استدلوا في معارضتها بحديث من تلك الموضوعات وقالوا نحن أهل السنة نعمل بما صح لنا من الحديث والتزموا تتميماً لغرضهم الفاسد عدالة كل الصحابة وإن ظهر من آحادهم من الفسوق وارتكاب الكبائر ما ظهر وإن الحديث المروي عن واحد منهم وإن خالف الكتاب معمول به دونه فنشأوا على دين غير الدين المحمدي بلا شك ولا شيهة ودرجوا أنفسهم عند العامة بتسمية أنفسهم بذلك أعني أهل السنة والجماعة وقد عرفت أن محصول الإنتماء إليهما هو دحض الشريعة المحمدية والرد لما عهد إليهم رسول الله –ص- من أن الخليفتين بعده كتاب الله وأهل بيته المطهرين وجرى على هذا المنهج من خلف تابعي التابعين وعمي عن الحق بايعاً لآخرته بدنياه وهلم جرا إلى الآن).
وبعد هذا الإيضاح للأصول النظرية للمذهب الهادوي المرتكز على نظرية الإمامة وحصر الولاية في البطنين إبتداءً من أقوال الإمام الهادي الذي كفر من لم يؤمن بالولاية العامة لعلي ابن أبي طالب والبطنين من بعده كوصية إلهية، إلى الأقوال الواردة في كتاب الغطمطم التي بينت تفاصيل ما ترتب على كلام الهادي من تكفير للصحابة رضوان الله عليهم ولأهل السنة والجماعة.
أقول إذا كان الإمام الشوكاني رحمه الله قد هدم فروع هذا المذهب عبر كتابه السيل الجرار ولم يهدم أصوله المتمثلة بالإدعاء بأن هناك آل بيت لرسول الله –ص- من العرق والنسب لا آل بيت بمعنى أتباع الملّة كما أثبت ذلك القرآن والسنة، ثم الزعم بحصر الولاية العامة في آل البيت فإنني سأتمم ما فعله الإمام الشوكاني بهدم أصول هذا المذهب ببيان من هم آل البيت في المنظور القرآني بأدلة قطعية متواترة وبيان عدم جواز حصر الولاية العامة في بني هاشم.
______________
مسئول التخطيط السياسي سابقاً في التجمع اليمني للإصلاح