ربما يكون من المفيد جدا معرفة الكيفية التي تم ويتم بها إدخال الأسلحة الإيرانية الحديثة لهذا الصبي الغر في صعدة حفيد من وصفهم الإمام "علي" كرم الله وجهه بأشباه الرجال وحلوم الأطفال وعقول ربات الحجال!!
فهي بالتأكيد لم تأت إليه مطرا من السماء أو عبر إنفاق (غزة) بل تدخل مجزئة ومتتابعة من المطار الرسمي عبر الحقيبة الدبلوماسية للسفارة الإيرانية ومنها يتم إعادة توزيعها على كثيرا من المراكز الصحية والطبية الإيرانية والوكالات التجارية والمعارض ومكاتب السفريات ومكتبات ومكاتب واتصالات (الزهراء) وغيرها المنتشرة في بلادنا..
وفي مثل هذه الأماكن التي تمارس أنشطة طبية وتجارية لا تكون العين مركزة عليها حيث يذهب الحوثيون إلى أي منها كزبون أو مريض وبشفرة معينة يتم التعرف على الزبون من الحوثي المرسل للتدريب ، ويتم تدريبه على تركيب واستخدام الأسلحة في مثل هذه المشافي الطبية الإيرانية والمعارض التجارية حيث العاملين فيها هم بالأساس من ضباط الحرس الثوري الإيراني ويدخلون البلاد بأسماء مزيفة كموظفين وتجار وأطباء واستشاريين وجراحين وأصحاب وكالات ومعارض تجارية..
كما أن قيمة المبيعات في هذه الوكالات تورد للحوثيين ناهيك عن الأموال التي تصل باسم هذه الوكالات والمشافي كتحويلات تجارية من الخارج وهي في حقيقتها دعما للحوثيين.. ومنذ العام الماضي ومطلع العام الحالي جرى تهافت كبير على شراء الأراضي في منطقة (ميدي) في ظاهرة غريبة وملفتة للانتباه حيث المشترين من أبناء صعدة وحجة وعمران فقط بالتزامن مع إلحاح إيراني شديد يصل إلى درجة الترجي لتطوير ميناء (ميدي) على وجه التحديد!!
كونه سيكون الشريان المائي والميناء الرئيسي للدولة التي يزمع الحوثيون إقامتها من ميدي غربا وحتى الجوف شرقا مرورا بحجة وعمران كمرحلة أولى قبل الاستيلاء على كل ما كان يعرف باسم " المملكة المتوكلية الهاشمية " قبل الثورة..
وفي الوقت الذي تستعر فيه المعارك الضارية مع هذه الفئة من أتباع الأفشين وبابك الخرمي وحشاشين (حسن الصباح) مطلوب من أجهزة الدولة التركيز على أنشطة الوكالات والمشافي والمكاتب التي لها صلة بالتواصل التجاري والسياحي والعلاجي مع إيران فهذه في مجملها أوكار دعم مالي ولوجستي للحوثيين..
كما أن تلك الصحف التي تتحدث عن ضرورة وقف المعارك وتعارض الحرب من الأساس وتنشر أخبار الحوثيين المضللة وانتصاراتهم الوهمية يجب إيقافها بموجب القانون والدستور النافذ في البلاد.. حيث والبلاد تعيش وضعا استثنائيا ولا مجال للبلبلة وتثبيط الهمم ونشر الإشاعات الكاذبة باسم حرية الإعلام والصحافة..
هناك صحف وأبواق معروفة في البلاد مهمتها تضليل الرأي العام وإرباكه وتطالب بضرورة وقف القتال وكأن دماء الأبطال والشرفاء والميامين في قواتنا المسلحة من أبنائنا وإخواننا ضباط وجنودا وقادة ميدانيين خسرهم الوطن في هذه المعارك شرفا في الدفاع عن جمهوريتهم كانت مجرد مشروبات غازية حمراء اهرقت على ارض صعدة وليس لها ثمن.. إن هذه الصحف الشديدة الابتذال في طرحها ومعارضتها ومطالبها إنما هي طابورا خامسا في الوطن ومن حق أبنائنا وإخواننا في قواتنا المسلحة الذين يجودون بأرواحهم الزكية دفاعا عن ثورتهم أن تغلق هذه الأبواق فورا..
بعضها بحسن نية وغباء والبعض الآخر واضح جدا في عدائه ومطالبته بإنقاذ الفئة الباغية بعدما تلقت ضربات قاتلة موجعة في الصميم من صقورنا الجوية الجارحة التي دكت معاقل اللصوص وقطاع الطرق في النقعة ومطرة بالذات والتي {ظنوا أنها مانعتهم من الله فآتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب} على حين غرة فشتت شملهم وأربكت حركتهم ومنعت إمداداتهم وقطعت أوصالهم ودمرت تحصيناتهم في أعالي الجبال والكهوف والشعاب..
والسؤال الذي سيظل حائرا بدون جواب هو ما فائدة بقاء العلاقات الدبلوماسية مع دولة تدعم بكل وضوح تمردا داخليا في بلادنا وتعلن أنها تتعاون مع الدولة ومع الحوثيين في نفس الوقت ؟؟ وفي حالة إيران فالعلاقة لا تحتاج إلى (عوبلي) رداع يشرح طلاسمها إذا كانت الدولة تؤمن بالخزعبلات وهاهم اليوم فلذات أكبادنا وإخواننا في قواتنا المسلحة الشجاعة يقاتلون أحفاد ابن ملجم وأبو لؤلؤة المجوسي..
فهذا الوطن لا ولم ولن يتسع للمذهب الإمامي الأثنى عشري الإيراني الباطل عقيدة ومعتقد ولن يبقى في هذا الوطن غير المذهبين الرئيسين الشافعي والزيدي رغما عن انف الصفويين الذين رأيناهم كيف فعلوا بالعراق ويريدون تكرار التجربة في اليمن.. نحن أحفاد من نصر رسول الله ونحن أشد حبا وغيرة وتشيعا للرسول الأعظم من هؤلاء الأدعياء أحفاد ابن ذي الجوشن قاتل الحسين رضي الله عنهما.. ولسنا من غدر وخذل عترته الشريفة في الكوفة وكربلا من الإمام " علي" كرم الله وجهه إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما..
إن هذا الدعي للسلالة الهاشمية المحمدية الزكية هو ابعد ما يكون عنها في جرائمه ضد النساء والأطفال في صعدة.. هذا لا يمكن له إلاّ أن يكون سليل ابن ملجم وأبو لؤلؤة المجوسي ومن هناك من نفس المصدر يستقي ويتلقى تعاليمه وأمواله وسلاحه..