آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ويسألونك عن الاصطفاف الوطني!

خطابك الأخير فخامة الرئيس بمناسبة عيد (سبتمبر المجيد) يبعث كثيرا من الأمل والتفاؤل.. ولعل ابرز ما لفت الانتباه فيه هو دعوتك الصادقة - نحسبها كذلك - لجميع القوى السياسية في اليمن بتحمل مسئوليتها في الدفاع عن الوطن من خلال(الاصطفاف الوطني) لمواجهة هذه العصابة الباغية والبغية في شمال البلاد أسوة بما حدث أثناء حرب الدفاع عن الوحدة..

لأنه، وكما قلت أن الوطن ملك الجميع وعليه يجب أن يشارك هذا الجميع في حمايته والدفاع عنه وأيضا في بنائه وتنميته.. وما دام أخي الرئيس انه وطن الجميع باعترافك لا وطن الحزب الحاكم المتفرد بالحكم منذ اثني عشر سنة عجاف فهذا في تقديري مدخل طيب لبدء حوار وطني جاد ومسئول حبذا لو يكون برئاستك أو تحت إشرافك المباشر مع بقية القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في اليمن..

ولكن قبل بدء الحوار من المهم جداً أن نتذكر جيدا أسباب الاصطفاف الوطني في العام 1994م.. حيث كان هناك توازن قوى سياسي معقول رأينا تأثيره واضحا وجليا أثناء انتخابات العام 1993م وما أفرزته تلك الانتخابات وعّرفت كل حزب بحجمه الحقيقي في الساحة.. ورغم بعض التجاوزات التي حدثت فيها من قبل الحزبين الكبيرين (المؤتمر والاشتراكي) طرفي الحكم يومها الذيّن أنجزا الحلم اليماني العظيم - قدس أقداس الوطن وأجمل أعياده - { الوحدة } إلاّ أن تلك الانتخابات كانت ولا تزال تعدّ أفضل انتخابات نيابية حقيقية شهدها الوطن منذ تحقيق الحلم وحتى اليوم..

فالاصطفاف الوطني الذي حدث في حرب الدفاع عن الوحدة أخي الرئيس كان مرجعه أن الجميع كان مشاركاً في السلطة والقرار والثروة، مشاركة فعلية.. لذلك استشعر الجميع دوره ومسئوليته وحتى في أسوأ الأحوال إن شئت قل و(مصلحته) وهل يصلي المصلي لو لم يكن طالب من ربه المغفرة ؟؟ وإلاّ أخبرني بربك لماذا كل هذا الحرص من الحزب الحاكم على التشبث بالسلطة وبأي ثمن ؟؟

وطبعا لن يصدقنا احد لو قلنا أن ذلك هو اختيار الشعب عبر صندوق الانتخابات واقتناعه ببرنامج المؤتمر؟؟ فالبرامج الانتخابية أخي الرئيس لا قيمة لها ولا احد يعرفها أصلا في مجتمع تصل الأمية الأبجدية فيه أكثر من 60% وتصل الأمية الثقافية فيه أكثر من 90% من عدد الذين يقرؤون ويكتبون..

ثم أي برنامج هذا الذي قد نفذه (المؤتمر) أصلا طيلة فترة بقائه في السلطة منذ بدأت موضة البرامج الانتخابية في العام 1993م ؟؟ كذلك حكاية الأغلبية البرلمانية لا داعي لترديدها لأن الجميع يعرف الطريقة والكيفية التي تم الحصول بها على هذه الأغلبية.

وبماذا إذن فخامة الرئيس إذا أردنا أن يكون هناك اصطفاف وطني حقيقي خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن يستحسن تشكيل حكومة إتلاف وطني أو وحدة وطنية يشارك الجميع فيها من موقع المسؤولية الملقاة على عاتقه حتى نحاسبه في حالة التقصير.. فبسبب هذه الحزبية السيئة خسر الوطن خيرة الكوادر والكفاءات الموجودة في بقية الأحزاب الأخرى من المشاركة في البناء والتنمية والمسئولية..

تلك الكفاءات في مختلف المجالات الإدارية والاقتصادية والعلمية والفنية والأكاديمية وغيرها خسرها المواطن والوطن الذي صرف على تعليمها وتأهيلها وابتعاثها إلى الدول الغربية وبقية دول العالم أموالا طائلة كي تعود وتشارك في عملية البناء والتنمية فكان مصيرها التجميد والتهميش والمناصب الثانوية لعدم انتمائها للحزب الحاكم.. فقد أصبحت الوظيفة العامة مرتبطة بالعضوية في (المؤتمر) والعكس..

إن الحزبية فخامة الرئيس جنت على هذا الوطن كثيرا لأنها جاءت إلينا بشكل جرعة كبيرة لم نستوعبها بالتدريج كما فعل الآخرون ولكننا شربناها جرعة واحدة دون أن نقرأ طريقة استخدامها وكمية الجرعة المناسبة لنا فجاءتنا بالعلل السياسية بدلا من العافية للوطن..

لذلك أصدقك القول أخي الرئيس أن الاصطفاف الوطني يبدأ أولا بتغيير أسماء لجنة الحوار التي تم تحديدها للحوار مع أحزاب اللقاء المشترك فبعض تلك الأسماء قد أصبحت خصما للآخر ولا تصلح رسولا للحوار معه بسبب طبيعتها الدائمة في المناكفة وتصريحاتهم التي تصل إلى درجة الاستفزاز في كثير من الأحيان وأقترح عليكم اختيار لجنة أخرى للحوار من بعض عقلاء (المؤتمر) من الذين يحظون باحترام الجميع ويستطيعون المشاركة في حوار وطني بروح وطنية لا حزبية مع أحزاب اللقاء المشترك..

ونقترح عليكم هنا بعضا من عقلاء المؤتمر على سبيل الذكر لا الحصر وبدون ترتيب وهم : دكتور/ ناصر باصرة، دكتور/ احمد الأصبحي، دكتور/ حسن مكي، دكتور/ عبد الوهاب راوح، دكتور يحي الشعيبي، القاضي/ احمد الحجري، الأستاذ / صادق أبو رأس، الأستاذ/ عبد الرحمن الأكوع، الأستاذ/ إسماعيل الوزير، الأستاذ / ناصر عرمان، العميد/عبد القادر هلال، العميد/ صالح عباد الخولاني، الأستاذ/ سلطان البركاني الأستاذ / نصر طه مصطفى وأمثالهم..

من بين هذه الشخصيات وبإشراف مباشر من الأخ الرئيس في تقديري الشخصي يمكن إجراء حوار وطني جاد ومسئول مع الطرف الآخر الذي أتمنى أن يقابلهم فيه شخصيات من أمثال : الدكتور/ ياسين سعيد نعمان،الدكتور/ عبد الملك المخلافي، الدكتور / نجيب غانم، الأستاذ / محمد اليدومي،الدكتور/ عبد الرحمن با فضل،الأستاذ / عيدروس النقيب، الأستاذ/ عبد السلام كرمان، الأستاذ / محمد الصبري، الأستاذ /محمد ناجي علاو،الأستاذ/ شوقي القاضي وأمثالهم في اللقاء المشترك..

هذا إذا أردنا أن نشكل جبهة وطنية حقيقية للاصطفاف الوطني.. ولا داعي للطرفين من إقحام تلك الأحزاب المفرخة من شاكلة (التكالب - التحالب - التحالف) الوطني أو ذات التسميات التجارية من نوع المجلس الوطني للمعارضة و قطع الغيار.. أو تلك التي انقسمت على نفسها وانقرضت من فئة (الجعث العربي) والقوى الشعبية (اقشع).

زر الذهاب إلى الأعلى