حرب ودماء وقتلي ونازحون يفوق عددهم 150 ألف يمني هربوا من ديارهم تجنبا للقتل والدمار في مناطق صعدة باليمن.
صورة بائسة للدمار الذي طال مناطق شاسعة ومع ذلك فإن ما يجري في اليمن يترك أسئلة حول المغزي من الحرب الدائرة هناك ومعها استمرار هذا الصمت العربي المريب وكأن هذا الدم الذي يجري في اليمن في بلاد أخري ومنطقة نائية بعيدة عن عالمنا العربي.
ما يجري في اليمن مأساة إنسانية بكل ما في الكلمة من معني. ولا أحد يجد مبررات لهذا الصمت العربي وغياب الدول العربية الكبري في المنطقة وغياب الجامعة العربية عما يجري في اليمن.
آخر مرة سمعنا فيها عن دور للجامعة العربية في شهر أغسطس الماضي حينما عرضت علي اليمن تقديم أي مساعدة لليمن في هذه المشكلة. وأخر مرة سمعنا فيها تناول العرب مجتمعين لقضية الحرب في اليمن كانت مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وتناوله من (علي البعد) لقضية الحرب في اليمن.
فما الذي ينبغي أن يفعله بسطاء الناس في اليمن حتي نشهد تدخلا فاعلا لوقف سيل الدم ووقف التدمير الذي سيعاني منه اليمن بكامله وليس منطقة واحدة فيه. نعم طلب اليمن من الأمانة العامة للجامعة العربية كما قال وقتها الناطق باسم الجامعة نقلا علي لسان مسؤول يمني أن اليمن يفضل أن تبقي الجامعة العربية بعيدة عن هذا الملف في الوقت الراهن ويرجي أن يترك اليمن وحده ليقوم بما تمليه عليه واجباته والتزاماته إزاء الوحدة اليمنية. لكن ما ينبغي الوثوق منه هو أن استمرار الحرب يفتح أبواب جهنم كلها وليس بابا واحداً في صعدة.
وسمعنا أيضا أطرافاً يمنية تطلب وعبر وسائل الاعلام العربية المختلفة بدخول قطر من جديد علي الخط وتقديم مبادرة لوقف الحرب واستئناف الحوار. وهذا شيء إيجابي إن تقدم وتحرك نحو هدفه. لكن نعتقد أن الوقت قد حان لتدخل سريع وعاجل وخاصة من جانب الدول الكبري في المنطقة للقيام بدورها في وقف حمام الدم اليمني المستمر وامام أعيننا جميعا.
لذا ومن منطلق الحرص علي أرواح أبناء الشعب اليمني الشقيق الذي يموت شبابه يوميا من الطرفين: فإننا ندعو ونأمل مرة اخري ان تتحرك الدول الكبري في المنطقة للقيام بما يتطلبه واجب الأخوة والدين لوقف الحرب الدائرة في صعدة. ونأمل أن تتحرك الجامعة العربية سريعا وعاجلا.