يُصِرّون وعبرَ عددٍ من الصحف والمواقع الإلكترونية على أن هذه الحرب ليست سوى استهداف للزيدية والهاشميين بهدف استمالة البعض وإثارة النعرات والأحقاد عند البعض الآخر كي تظل هذه الحرب مستعرة، مادامت تحقق لهم ولو الحد الأدنى من أهدافهم الرخيصة ..
ولأن الكذب قد بات مصاحباً لأكلهم وشربهم وطيفاً ملازماً لهم لا يتورعون عن تريد هذه النغمات المقززة مهما كانت إخفاقاتهم – المهم أنهم بهذه التصريحات المريضة يهدفون إلى إطالة أمد الفتنة الخبيثة وخلط الأوراق على كل من لا زال يراوده أدنى شك في مراميها،وهم القلة القليلة .
ومع تحفظي على تلك التسميات، وإيماني المطلق بواحدية الشعب اليمني وتماسك نسيجه الاجتماعي،، إلاّّ أن تلك الدعوات تتطلب من الجميع محاصرتها وعدم السماح بتغلغلها والنفاذ إلى أنصاف المتعلمين والجهلة الذين سرعان ما يتأثرون به..
بالذات وأن مَصدرها هم أناسٌ يُنَصِّبون أنفُسَهم قياداتٍ لأحزاب وهمية ويمتلكون أبواقاً إعلامية لترويج أفكارهم التي أصبحت في خبر كان وتتنافى مع قيم المجتمع وعاداته، فتلجأ إلى رهانات خاسرة أبرزها عامل الزمن، كما صنع الحوثي بالضبط وجنَّدَ شباناً لا حول لهم ولا قوة للعب على أوتاره المترهلة ..
أما أحزاب الخذلان المشترك فقد جنت على نفسها وأجهضت مشروعها بيدها، حيث أفقدتها تحالفاتها المتناقضة ما تبقى لها من أرضية شعبية كانت تنطلق منها قبل أن تربط مستقبلها بجانب مستقبل المُدبرين الذين أدبروهم من دبورهم فأضاعوا كلَّ شيء بما في ذلك مستقبلهم السياسي،،
كيف لا ؟ والبعضُ منهم يجازف بقضايا وطنية كبرى كفتنة الحوثي حتى لا يزعل (سيدهم) وهكذا كل واحد يجامل الآخر على حساب البلاد التي لفظتهم كزبد البحر، وعلى حساب هذا الشعب التواق للأمن والاستقرار والخروج من دائرة الفقر التي تلاحقه بسبب هذه الصراعات والذي أثبت إدراكه ووعيه لهذا التكالب الداخلي والخارجي ووقف إلى جانب جيشه البطل في معركته التي يخوضها دفاعاً عن دينه ووطنه .
يا هؤلاء من المعيب والمزري أن تستمروا في هذه السياسات الجوفاء، فالوطن للجميع، والحقُّ أحقُّ أن يُتَّبَع، ولنعمل سوياً على رأب هذه التصدعات، ووأد كل ما يغذي التفرقة، فالشرخُ الواحدُ في الأسرة المتماسكة لا يُخلِّفُ إلا المآسي ولا يزرع إلا الأحقاد، لماذا كل هذه الدعاوى الباطلة في زمن التكتلات الإقليمية ؟ ومِنْ مصلحةِ مَنْ النبشُ في الماضي ما دام والصندوق الحكم والوطن يتسعُ لكل أبناءه، والفتنة تستهدف الصغير والكبير؟ حبل الكذب قصير، ومهما كان الخداع فعمره لم يثبت أنه سلاح ذو جدوى، وسينقلبُ السحرُ على الساحر إن شاء الله .