سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين وأهل الكهف فوعدهم بالجواب غدا ولم يقل إن شاء الله..
فتأخر الوحي مدة نصف شهر عتابا له صلى الله عليه وسلم وفي اليوم الخامس عشر نزل الجواب كما هو في سورة الكهف وأرشده إلى أدب مهم من آداب التوقع قال تعالى: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا) (الكهف:23).
وفي حديث الأخ الرئيس علي عبد الله صالح لقناة دبي الرياضية مؤخرا وكما نشر في صحيفة الرياضة الأسبوعية الرسمية الأحد 20ديسمبرالجاري بدا الأخ الرئيس واثقا جدا جدا من أن بطولة (خليجي 20ستقام في موعدها المقرر في نوفمبر 2010وقال كما أبرزت الصحيفة : سعداء باستضافة خليجي 20 وسنكون عندالموعد "وأضاف انه لأتراجع عن البطولة أبدا، وأكد ضمان قيامها بأمان.
والملاحظ أن الأخ الرئيس لم يقل ولو مرة واحدة "إن شاء الله" خلال المقابلة وما تضمنته من تأكيدات على قيام البطولة التي بقي على موعدها حوالي عام من الآن تقريبا وهي مدة غير يسيرة ولا يعلم إلا الله ما قد يحدث خلالها من أحداث وتداعيات دراماتيكية –لا قدر الله - في بلادنا أوفي غيرها.
وكان الأولى بالأخ الرئيس أن لا يغفل عن سنة الاستثناء وتفويض الأمر لمشيئة الله. كما لاحظت أن الأخ الرئيس وهو يتحدث عن استتباب الأمن وان الاحتقان الحاصل في الجنوب والاحتجاجات المتصاعدة مجرد "طماش إعلامي "وأصوات نشاز " ولا تؤثر على شيء "و"إرهاصات وفقاقيع لا تؤثر على الإطلاق " لم يحمد الله ولو مرة واحدة على ما يتحدث عنه من استتباب الأمور في البلد واعتقد أنه لو كان على يقين من استتباب الأمور الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لحمد الله كثيرا خلال حديثه مع قناة دبي الرياضية .
و وفي هذه الحالة يسع الأخ الرئيس ما وسع رسول الله من التوبة والاستغفار وربط الأمور المستقبلية بمشيئة الله أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم كما بين الله عن في كتابة وكما كان حاله صلى الله علية وسلم من عدم الغفلة عن قول "إن شاء الله"بعد تأديب الله له وتنبيهه إلى أن الأمور لا تتم إلا بمشيئة الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ففي البخاري أنة قال لأصحابه "ننزل غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة " وحين أراد إنهاء حصار الطائف نادى في الناس "إنا قافلون إن شاء الله " مع خالص التقدير للأخ الرئيس والدعاء له بالتوفيق لما فيه حفظ وحدة البلاد والشعب وترسيخ أسس الأمن والاستقرار والتنمية وحقن الدماء ورد المظالم وتجسيد مبادئ الشراكة والحكم الرشيد وبسط العدل في ربوع البلاد.