محافظة السحر والجمال، تعز العز عاصمة الثقافة من ذا الذي لم يعشقها ومن منا لم يأسره شموخ جبل صبر.. تعز عاصمة المبدعين والمخضرمين كهاشم علي ومنى علي وأيوب الصبر الطويل والعديد من الشعراء والأدباء والثوار تعز مدينة العطاء والكرم فهاهو هائل سعيد ينبوع الخير ينبثق من تعز.
تعز القابعة في الذاكرة منذ أيام الطفولة المدينة الحالمة مدينة الرومانسية منتجة المواهب والمبدعين والمتألقين..
وما جعلني أتوقف معكم عند هذه المحافظة هو ما شدني فيما لاحظته في أبناءها المنتشرون في عموم أرجاء محافظات اليمن ومنها مدينة رداع فتجدهم شباب ممتلئون بالحيوية والنشاط خرجوا من قراهم بحثا عن الرزق وسعيا للبحث عن واقع أفضل فكانون هم الأفضل في رداع..
تجدهم في كل مكان يحتلون المواقع والوظائف الابداعية، فمحلات الخياطة تزدان بمواهبهم ومعاهد التعليم الخاصة والمدارس الأهلية حافلة بكوادر من أبناء تعز فتجدهم مغتربون داخل الوطن في قوة أراده وطموح مملوء بالأمل في غد أفضل دفعهم إلى ذلك ظروف صعبه يحيونها في قراهم بمحافظة تعز.. تلك القرى التي تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة..
يدفعهم إلى ذلك عدم التوزيع العادل للوظائف، يدفعهم إلى ذلك أنهم مسئولون عن أسر يعيلونها ومسئولون عن مستقبل يتمنوا أن يحيوه بسعادة..
أبناء تعز صورة مشرقة من صور الإرادة القوية لأبناء اليمن وتحدي المستحيل، لكن في زمن التردي فالدولة تتجاهل تلك الطاقات في تصرف سيء منها، لأنها يجب أن تعتني بشريحة الشباب خاصة الطموح..
ولكي لا أكون غير منصفة فأنني سأضيف أبناء مدينة إب مدينة الخضرة والجمال منتجة المواهب والطاقات لأن ما يعانيه أبناء تعز هو نفس ما يعانيه أبناء إب وهي ذات الأوضاع الصعبة الظروف المتردية وعدم الحصول على فرص عمل رغم درجاتهم العلمية الهائلة ما يدفعهم إلى الخروج من محافظتهم للبحث عن عمل..
وأن وجد هذا العمل كان المرتب ضئيلاً لا يكاد يغطي مصاريف الحياة العادية اليومية لأنهم أصبحوا فريسة للعمل مع القطاع الخاص الذي يمتص الجهد والطاقة دون حوافز تذكر..
لكنهم رغم ذلك مفعمون بالنشاط والحيوية تمتلئ وجوههم بالابتسامة وان شابها بعض المرار، فلهؤلاء أقدم تحية إجلال وتقدير ولهؤلاء نقول مزيدا من التقدم والعطاء ولهؤلاء الساعون نحو العلم بطموح ولأجلهم ولأجل وضعهم الصعب ندعو الحكومة والجهات المسئولة إلى النظر بعين المسئولية إلى وضع الشباب ومراعاة ظروفهم والاهتمام بالمحافظات الممتلئة بالكوادر التي تخدم الجميع في جميع المجالات.
ولأبناء تعز وإب وكل من نهج نهجهم، أجمل تحيه ونتمنى أن يقتدي الجميع بشجاعتهم وطموحهم وقوة إرادتهم وعدم استسلامهم للواقع مهما كان مرا.. وهكذا فأنتم تضربون أروع الأمثلة لعدم اليأس وتحدي الظروف وللسعي وراء الرزق مهما كان بعيدا وصعبا ومهما كان فراقكم عن أحبتكم وأهاليكم قاسيا ولما تعطوه عن محافظتكم من صورة طيبه من دماثة الأخلاق ورقي أعمالكم وذكاءكم ودمتم بألف خير..