تابعت في تلفزيون اليمن حفل إشهار ما يسمى ب"الهيئة الوطنية للتوعية" وكنت قد قرأت في صحيفة الثورة أنه تم إشهار هذه الهيئة بترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وقرأت المبادئ التي ستعمل عليها..
لكن هذا الإعلان لم يوضح من يرأس هذه الهيئة ومن هم أعضائها وأين مقرها إلى آخر المعلومات التي تنشر عن أي منظمة مجتمع مدني والحقيقة أن حجم الضيوف الذين حضروا ذالك الحفل وتلك الجلبة الكبيرة التي حضيت بها هذه الهيئة أثار في نفسي تساؤل كبير..
فالذي فهمته حتى الآن رغم الإعلان أن هذه الهيئة تابعه للحكومة ومدعومة من قبلها لكن الذي ألمني واعتبرته أهانه لكل يمني هو المعنى الذي تسعى إليه هذه الهيئة وهو التوعية الوطنية، فالمواطن اليمني الذي وقف مع الوحده بكل ما أوتي من قوة وقدم روحه رخيصة في سبيلها هو نفسه الذي باسل من أجل الثورة وهو نفسه الذي يناضل الآن مع القوات المسلحة ضد الحوثيين..
هذا المواطن الحر الأبي لا يحتاج بعد كل هذا إلى هيئه لتوعيته بوطنيته بل كان الأحرى أن تتخصص هذه الهيئة في تنظيف السادة المسئولين من الفساد، وأن تعمل على إشباعهم بالقيم الوطنية التي يفتقرون إليها..
ثم إذا كان الأمر قد وصل بنا إلى هذا الحد، أين ذهب دور المؤسسات والمرافق الحكومية الرسمية المعنية بهذا الأمر المتمثلة في وزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة.. هل عجزت كل هذه الوزارات عن تقديم واجباتها نحو تعزيز وغرس القيم الوطنية؟.
يا جماعة الخير.. هذه الهيئة هي فشل ذريع من قبل الدولة وهي من جهة أخرى إعلان صريح بعجز هذه الوزارات السابق ذكرها في تأدية مهامها، فلم نكن نحتاج إلى هيئه وطنيه خاصة بالتوعية..
وكان يكفينا تكثيف المجهود الإعلامي وتحريك مكاتب وزارة الثقافة النائمة في العسل وتعزيز المنهج بالقيم والمبادئ وتأهيل موظفي التربية أكثر وأكثر يا جماعة الخير كم أعجبنا ذالك الإعلان الجميل الذي تبثه قناة اليمن الفضائية وأيضا قناة السعيدة الفضائية عن ذلك الطفل الصعداوي الذي يذهب إلى مدرسته المحطمة ويقرأ على السبورة عبارات التطرف والغلو والإرهاب فيمحوها ليكتب الله الوطن الثورة الوحدة ويتم ترديد النشيد الوطني..
كم هو رائع هذا المنحى الإعلامي وكم هو فعال هذا الأسلوب لمحاربة الأفكار السامة لكنهم قتلوا جمال هذا الإعلان بعبارة "الهيئة الوطنية للتوعية" حيث يبدأ المواطن بمساءلة نفسه، هل أنا محتاج لهيأه لتوعيتي بأشياء تجري في دمي؟ ما بال من هم أجانب أو ضيوف لو رأو هذه العبارة في بلادنا، سيشعر الفرد منهم أن هناك خلل ما في هذا الشعب والخلل موجود لكنه ليس في الشعب بل في الحكومة التي تستهتر بمشاعر المواطن وترميها عرض الحائط .
والله يا جماعة وباليمني أن الهيئة الوطنية بخسة في حق المواطن وبخسة في حق الدولة التي لا تعرف معالجة الأمور وتزيد الطين بله وإذا كان فيه شخص يريد أن يعمل توعيه يعملها لكن أن تحظى بهذا الدعم من الحكومة كأن هذه الهيئة هي المنقذ أو كأنها تحمل مصباح علاء الدين وستحقق للدولة ما لم تحققه هي بأجهزتها ووزاراتها لكن كل هذه الأمور تجعلنا نقول وبالفم المليان "أعيدوا باجمال لرئاسة الحكومة فقد سئمنا أخطاء حكومية" .