من يبعثون بغسيل اليمن على شكل (صور، تقارير، ملفات، جرائم جنائية.. الخ) إلى بعض القنصليات والسفارات الغربية والمنظمات الأجنبية بمختلف مسمياتها (الإنسانية) ترى ما الذي يمكن أن يجنوه من نشر مثل هذا الغسيل القذر على العالم؟؟
وماذا يمكن أن تقدمه لهم مثل هذه المنظمات التي فاحت رائحة الكثير منها بأعمال لا إنسانية ولا أخلاقية في إفريقيا وغيرها.. هل هو اللهاث لمجرد الحصول على بضعة دولارات لإقامة ورشة عمل وندوات مثالية العنوان فارغة المضمون في الفنادق الفاخرة أو لتأسيس وإشهار جمعيات ومنتديات (وطنية) لها اسم وليس لها وجود على ارض الواقع سوى في الايمايلات أو في رؤوس أصحابها من اجل أن يقدموا أنفسهم أمام السفارات أو المنظمات وفي المؤتمرات باسم رئيس منتدى أو منظمة أو مشروع.. الخ.. لعله يحصل على دعوة حضور وتذكرة سفر وحفنة دولارات يعتاش منها..
إن مثل هذه الأموال التي تقدمها بعض السفارات والمنظمات في اليمن (لغرض في نفس يعقوب) أقذر بكثير من غسيلنا المعروض عليهم والذي سيحسنون استغلاله يوما ضد الوطن بأكمله وسيدفع الجميع ثمن هذه الأفعال بما فيهم الذين أرسلوها وقدموها، والعراق نموذجا صارخا أمامنا..
هذه المخلوقات غير السوية والمشوهة نفسيا وأخلاقيا ووطنيا من المغرمين بالدسائس في التواصل مع الخارج يكررون بغير وعي قصة (نابليون) مع المدينة التي حاصرها وعجز عن اقتحامها إلى أن أرشده أحد السكان من أهلها إلى وجود ثغرة في احد أسوار المدينة مقابل مكافئة مالية على ذلك..
وبعد أن تم الاقتحام والاستيلاء على مقاليد الأمور جاء ذلك الخائن وطلب مقابلة الإمبراطور، لكن وقبل أن يصل إليه رمى له نابليون صرة مملوءة بالذهب فالتقطها وتقدم وهو يمد يده للسلام على نابليون فقال له قولته المشهورة ((هذه الصرة لأمثالك أما يدي لا تصافح من يخونون وطنهم))..
إن من يواظبون على مراسلة السفارات والمنظمات الخارجية المشبوهة مقابل المال أو التشهير بالوطن لفضح النظام حسب اعتقادهم لا يعلمون أن كل ما يرسلونه يحفظ بعناية في أجهزة المخابرات الغربية ويتم استخدامه بشكل ضغوط سياسية على الوطن ذاته وفي أي وقت وعهد ونظام لتحقيق مصالحهم الخاصة التي هي بالتأكيد ضد مصلحة الوطن..
إن أفضل وأصدق مثال لمثل هؤلاء الحمقى ذلك الشاب الذي أختلف مع أسرته في المنزل فصار يفشي بكل أسرار عائلته للآخرين نكاية منه وانتقاما من الأسرة - حسب تفكيره - فصار يصور أخواته خلسة وهن مستغرقات في النوم وبعض أجزائهن الأنثوية مكشوفة أو أثناء الاستحمام ثم يرسل تلك الصور مع أرقام هواتفهن المحمولة وأسمائهن ورقم هاتف المنزل لأصدقائه والآخرين ليقوموا بمعاكستهن وابتزازهن بتلك الصور ثم ليقوم هو بمعايرتهن أنهن غير شريفات لأن صورهن وأرقامهن مع جميع الناس، كل ذلك ليشفي غليله من أسرته التي يعتقد في نفسه أنها ظلمته أو حرمته أو فعلا عاقبته على بعض سلوكياته المشينة في حق نفسه وأسرته ومستقبله فلجأ للانتقام من كل العائلة بهذه الطريقة التي تسيء إليه أولاً قبل أخواته ثم إلى كل فراد العائلة وسمعتها ومستقبلها ثانيا وثالثا و إلى ما لا نهاية.
إن انتقاد الظواهر المعوجة في الوطن أمر مطلوب ومرغوب وفرض عين على الجميع لكن في إطار الوطن ومن أجل الوطن لا الخارج.. يجب تعرية المفسدين وجرائمهم أمام الرأي العام الوطني لا أمام المنظمات الخارجية والسفارات، نريد أن يكون الولاء للوطن لا للمنظمات الممولة..
نريد أن تكون الجائزة لمن يقوم بكشف مثل هذه الاختلالات احتراما وتقديرا يراه في عيون شعبه ووطنه حتى ولو عانى من اجل ذلك أو تم حبسه أو خطفه من قبل أي كان في الوطن، لا دروع وأوسمة وميداليات وجوائز مالية تأت من خارج الوطن.. هل رأيتم أحدا في أوربا أو أمريكا أو أي دولة في العالم قد أرسل ألينا صورا مخجلة تسيء إلى سمعة وطنه وبلده وشعبه؟؟ لماذا هذه الصفة غير الشريفة ينفرد بها بعض العرب فقط عن باقي الدول؟؟ لماذا يتكرر عندنا ابن العلقمي وأحمد الجلبي وأمثالهم دون سوانا من الأمم؟؟ ثم أين دور الجهات المختصة المسئولة عن إصدار تراخيص إعلان وإشهار مثل هذه المنتديات والمنظمات التي وصل عددها اليوم إلى المئات دون وجود حقيقي لها في الساحة باستثناء قلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة؟؟
نريد منظمات مجتمع مدني حقيقية تكشف المخالفات وتشكل رأي عام ناضج وواع بما يخدم الوطن والتنمية والولاء للوطن أولا وأخيرا، مهما كانت التعسفات التي يلاقونها في سبيل خدمة وطنهم وشعبهم، مثل هؤلاء سنرفع لهم القبعات تحية وتقديرا وإجلال..
لكن ما نشاهده في الوقت الحالي من بعض هذه المنتديات وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني نخجل كثيرا من ذكره وعرضه على القارئ، فنحن نشاهد تشهيرا قذرا بالوطن في المحافل الدولية والإقليمية، هناك حيث يذهب الآخرون لعرض أفكارهم البناءة التي خدموا بها أوطانهم وشعوبهم ونحن نذهب لعرض عوراتنا وأسماء أعراضنا وفتياتنا على اعتبار أننا نعري النظام الحاكم بينما نحن نجعل الناس يضحكون على غبائنا وجهلنا وعدم وطنيتنا ونعتبر أنفسنا أننا قمنا بأعمال بطولية عظيمة أمامهم بينما في قرارة أنفسهم يحتقرون الذين يتكلمون عن أوطانهم بهذا القدر من التشهير والبذاءة.. ولا عزاء لعارضي أعراضهم في أسواق النخاسة الدولية من اجل المال والتصفيق لهم على مثل هذه القوادة المجانية ضد أنفسهم ووطنهم.
آخر السطور :
الذين يرفعون العلم الأمريكي أو البريطاني في بلادهم إنما يدينون ويحاكمون ويبصقون ويتبولون على قبور شهداء (أكتوبر المجيد) أولئك الأبطال الذي سقطوا فداء للوطن في ردفان وكريتر والمعلا والشيخ عثمان وغيرها، وهم الذين سقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية والاستقلال من نير الاحتلال البريطاني، انتم بفعلتكم القبيحة هذه تلعنون أنفسكم أولا وهذا شأنكم، لكنكم ايضا تحاكمون شهدائنا الأبرار، عبود ومدرم وقحطان وسالمين وعنتر وفتاح وشايع ومصلح وكل الشهداء الأحرار الذين قدموا أروحهم فداء لاستقلال الوطن، انتم تدينون هؤلاء الشهداء وتعلنون وتفضحون أنفسكم أنكم مجرد أدوات قذرة تهدد كل الوطن الوحدوي وتستعدي أصحاب الأعلام التي ترفعونها بدون وعي أو إدراك ضد وطنكم وأعراضكم، فالمطالب الحقوقية لا تعالج بكوارث وطنية أكبر أو باستدعاء المستعمر القديم..
لن يحميكم سوى علم وحدتكم وإخوانكم الذين يتضامنون مع مطالبكم العادلة تحت سقف وعلم الوحدة، عدا ذلك فدونه خرط القتاد مهما كانت التضحيات وبلغ الثمن ولن نسمح أن يكتب التاريخ يوما أننا فرطنا بوحدتنا نزولا عند مطالب أو خوفا من بعض شذاذ الآفاق والسوقه والفرغ وقطاع الطرق واللصوص والقتلة وبائعي أوطانهم ممن لا نسب لهم يعرف أو يذكر بين الرجال.. عيب استحوا قليلا على أنفسكم إن بقي لكم شيء من الحياء، فالحرة تجوع ولا تأكل بثدييها.