قرار البيت الأبيض اليوم استهداف الشيخ اليمني الأمريكي أنور العولقي ، وإدراج اسمه على قائمة المطلوبين هو قرار مجهول العواقب..
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن أنور العولقي، ولا بصدد الدفاع عن القاعدة.. ونقول من مصدر معلومات أكيد أن قبيلة العوالق اليمنية التي ينتمي إليها أنور هي الأخرى ليست راضية عن المسار الذي يتبعه أنور.. لكن لا أحد في اليمن يرضيه هذا الاستهداف الأمريكي السافر والمباشر لمواطن يمني غير محارب لم يحمل السلاح طوال حياته.. كما أنه بوجه أولى، مواطن يمني، من الأجدر أن تتعامل معه سلطاته اليمنية. لا أن تتعامل معه طائرات الأمريكان بدون طيار.. تلك التي لا تحترم السيادة.. ولا تفرق بين الآثم والبريء..
أنور العولقي حالة استثنائية، يجب أن يتعامل معها الأمريكان بحذر شديد.. إذ أن محبيه موجودون في كافة أصقاع الأرض.. وقبيلته ذات حمية عشائرية وحميمية أسرية لا يعنيها توجه أبنائها وأيدلوجياتهم.. بقدر ما يهمها أنهم أبنائها فحسب..
الفكر لا يقاوم إلا بالفكر، ما بالك إن كان فكراً من النوع الذي يسهل دحضه، كفكر أنور العولقي.. هذا إذا ما نوى جهاز مكافحة الإرهاب الأمريكي أن يستأصل شأفة الإرهاب من الأذهان، لا أن يستأصل الرؤوس.. بينما الأفكار تضل طليقة.. والثارات تتناسل كما تتناسل البكتيريا.
هذا كلام يأتي من حرصنا على أن لا تفشل جهود مكافحة الإرهاب.. ذلك أن الإرهاب القاعدي أصبح يضر أوطاننا العربية والإسلامية ويهددها أكثر من كونه يهدد مصالح أمريكا أو بريطانيا أو غيرهما..
وما نود قوله والتأكيد عليه، هو أن أنور، حالة مختلفة (كيفية لا تكيف).. لذا من الأفضل للبيت الأبيض، أن يعيد النظر في قراره.. وإنا لمرتقبون.