يقول الخبير العراقي في ميدان حقوق الانسان عبدالحسين شعبان:
* لقد زرت اليمن الديموقراطية - الجنوبية، في مارس 1974 لأول مرة، للمشاركة في ندوة دولية حول «ديموقراطية التعليم والاصلاح الجامعي»، والتقيت هناك بالقيادات الاساسية: سالم ربيّع علي أو «سالمين»، الذي هو بمثابة رئيس الجمهورية، وعبدالفتاح اسماعيل، الأمين العام، وعلي ناصر محمد رئيس الوزراء.
* وزرت اليمن للمرة الثانية في فبراير 1982 ضمن وفد للجنة الوطنية العراقية للسلم والتضامن برئاسة عامر عبدالله وعضوية د.نزيهة الدليمي، وللمشاركة ايضا في ندوة دولية نظمها مجلس السلم العالمي حول «الوجود العسكري الامبريالي في الشرق الاوسط والخليج»، وكان الرئيس حينها علي ناصر محمد، اما سالم ربيع علي فكان قد قتل عام 1978، وتم نفي عبدالفتاح اسماعيل إلى موسكو.
* وفي المرة الثالثة زرت اليمن في نوفمبر 1987 بدعوة من القيادة اليمنية في عدن فإذا بي أشعر بمرارة غياب عبدالفتاح اسماعيل وعلى عنتر ورفاقهما، الذين رحلوا بعد احداث 13 يناير 1986 المأساوية، ويتربع على عرش القيادة الرئيس علي سالم البيض، في حين وجد علي ناصر محمد طريقة إلى المنفى في دمشق.
* وزرت اليمن - صنعاء - تعز، مرة رابعة عام 2001 و2002 لإلقاء محاضرات حول «القانون الدولي الانساني» و«الارهاب الدولي» و«ثقافة حقوق الانسان»، فإذا برئيس الجمهورية السابق ونائب الرئيس بعد الوحدة «علي سالم البيض» ورفاقه يعيشون في المنفى، بسبب الصراع الداخلي الذي استمر، خصوصا من جانب قوى التطرف والتعصب، والذي أودى بحياة الصديق جار الله عمر، نائب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني ووزير الثقافة الاسبق، ورجل الاعتدال والحوار، حيث كان يعيش في المنفى بالقاهرة، واذا كان قد نجا من الموت في الاضطرابات الداخلية، فان رصاص الاقصاء والالغاء لم يخطئه هذه المرة، في وقت بدأت الامور تتحلحل.
(الديموقراطية داخل الاحزاب في البلدان العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، 2004، ص 90-89).
كانت اليمن الجنوبية قد تأسست في 29 نوفمبر 1967 برئاسة قحطان الشعبي، ولكن اوضاعها سرعان ما تدهورت اقتصاديا بسبب فقر البلاد وقلة الموارد وبخاصة بعد اغلاق قناة السويس بعد هزيمة 1967 وشهدت البلاد انتفاضتين غير ناجحتين في 1968 وفي 1969 وقع انقلاب ضد قحطان الشعبي وحكومته لتتولى مجموعة يسارية ثورية امور البلاد بقيادة محمد علي هيثم وسالم ربيع علي وعبدالفتح اسماعيل، حيث قامت السلطة بتصفيات ضخمة في صفوف معارضيها بمن فيهم السلاطين السابقين والساسة والقيادات.. وسرعان ما اتى الدور عليهم كما رأينا.. وفي مايو 1990 ضمت اليمن الشمالية اليمن الجنوبية، لتنشب حرب أهلية حتى يوليو 1994 عندما هيمنت صنعاء على عدن بشكل كامل!