[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

يافع.. حاشد الجنوب تبهر حاشد الشمال

كأن لم يظهروا من قبل، ظهر ابناء يافع حمير اليمن وسروها و"حاشد الجنوب"- هكذا كان الشيخ عبد الله الأحمر طيب الله ثراه يسمي يافع.

يافع هي ايقونة مثبتة بعلو المكانة في تاريخ يمن سبأ وحمير ويمن سيف بن ذيزن القائد الفذ، محرر اليمن وقد خاضت معه يافع الجد والجدود معركته الأخيرةفي عدن لطرد الأحباش الجيش الإفريقي لإمبراطورية هرقل الرومية المسيحية الغزاة لليمن بعد حادثة نصارى نجران، لم يكن امام الملك سيف من نقص سوى جيش يافع ليرفدوا اخوانهم من بقية قبائل اليمن بالنصر.

فكانت يافع وقبائل اليمن أجمع..وكان سيف وكان نصر اليمن المكتمل الجهات. وعاد اليمن بيافع وقبائلة وابنها سيف لحمة وعلامة التاريخ اليماني الأغر لتبدأ مسيرة اليمن من جديد معلنة عن عصر يمن سيف ابن ذيزن في الجهات الأربع..

يافع اصطفت في استقبال حفيد بني الأحمر شيخ مشائخ اليمن وشيخ حاشد صادق بن عبد الله الأحمر ومعه كبار حاشد ومشائخها في قضية تشريف حكم يافع بخصوص مقتل بن عاطف وابن القطيشي في حادثة حزينة واجهها الحاشدان بعمق تسييد العرف النافع فكان الصلح بنخوة الأكرمين والجباة العالية حيث تطال السماء جباههم اليافعية والحاشدية..

يافع حاشد الجنوب برجال خبروا التاريخ وحركته وخبروا الحكمة التي يسعى بعضهم على سحقها تحت احصنة الحراك الذي غادر مساره المسالم وهذا ليس من شيئ في يافع الجليلة.

يافع التي خرجت في تلك الصورة المهيبة لاستقبال حاشد في رجالاتها، اعادت لليمن روح الأصفياء اليمانيين وان نسوا اليمن في ساعات الضيم التاريخي انهم من معين واحد تتغير الدنيا ولا يتغير..

يافع استقبلت بنو الأحمر ومن بقافلتهم في صورة نادرة لن تتكرر الا مع يافع الأخيار.. يافع المعاني الكبيرة يمانيا.. الشيوخ من يافع بملامحهم الصافية وأنوفهم المعطوفة، ولحاهم الجليلة التي تختزن ورع الأتقياء وبنادقهم التي تحكمها الأيدي ولا تحتكم الأيدي لها ظهرت كلها في استقبال بنو الأحمر في موكب يافعي لا سابقة له..

حرس شباب يافع واكابر قومها الوديان والطرقات ورؤوس الجبال لثلاثة ايام، حفاظا على ضيفهم القادم من جبال ووديان أخرى.. وابن الأحمر كان مع يافع رجل الوعد لم يأتي بقبائله لتحرسه. نزل وصعد يافع لا يحمل الا جنبيته وعصاه وصدق نواياه وثقته، وترك ليافع حمايته رغم التحذيرات والتحذيرات والأقاويل الشريرة التي خرجت من خلف حدود يافع..

كان الشيخ صادق يعي ان يافع هي مأمنه ويافع هي حصانته في وديانها وجبالها لذلك كانت عصاه علامة الثقة والنفس المطمئنة في يافع وبنيها..ولهذا ترك بنو الأحمر ليافع التحكيم والحكم في قضية بن عاطف والقطيشي.

يافع الأمس واليوم وغدا وحتى نهاية التاريخ هي إحدى ضمانات اليمن ان احسن كل اليمانيين فهم يافع.. هذه هي يافع قبيلة اليمن فمن يأتي بمثلها.

زر الذهاب إلى الأعلى