ما عرضته قناة السعيدة اليوم في مسلسل همي همك في حلقتها الرابعة لم يكن سوى واقع يحدث باستمرار في تهامة اليمن أمام مرأى ومسمع الدولة التي أصبحت تابعة لقانون المشيخة ، وهو نموذج مصغر لمشائخ التسلط في تهامة الذي يمارس الظلم على أبناء تهامة كما يمارسه طفاح في مسلسل همي همك بحق الطفولة والإنسانية ، رامياً بعرض الإنسانية والقانون خلف مشيخته .
الطفلان كزابة اللذان أختطفا من قبل المدعو علي بن علي القوزي الأسبوع الماضي نموذج مطابق لجعفر الطفل الذي أظهر رفضه للظلم والذل إنصياعاً لشيخ لا يعرف سوى الردع والتعسف ، فكان اختطافهما عار على جبين هذا الذي يدعونه "شيخ" ، حين قابلت أحد هؤلاء الطفلان ، حكا لي كيف مارس الشيخ القوزي جُبنه ضدهم ، كيف حاول رد اعتباره حين قال له أحد الطفلان أنت لست شيخي ولا نعترف بك حين حاول الشيخ سحبه بالقوة ، فما كان من الشيخ إلا ان يأمر مرافقيه بجلب الطفلين بالقوة لسيارته والذهاب بهم إلى بيته ليظهر رجولته أمام أطفاله ، ليمارس أبناءه دور المشيخة ضدهم ، فيأمر أبناءه وهم في نفس عمر الطفلين المختطفين ليقوموا بلطمهم وربطهم ورفع السلاح عليهم ومن ثم وضع الطفلين تحت إطارات سيارته ليمارس ضدهم التعذيب مهدداً بدهسهم، ولكم أن تتوقعوا أكثر من ذلك ، نعم ، هذا يحدث في تهامة ، يحدث بحق الأطفال ، يحدث بحق الإنسانية ، يحدث بحق الضعفاء، يحدث بحق النساء أيضاً ، يحدث بحق كل من يقول لا للظلم والاستعباد.
وليعلم هؤلاء الذين حولوا تهامة جسراً لبيع ولاءاتهم ,أن تهامة أرض وإنسان وكرامة, وكل ما يحدث في تهامة قنبلة موقوته, وأولها نهب الأراضي والتي تعد الأسوأ في تاريخ الجمهورية اليمنية,حيث أصبحت الحديدة تُعطى كهدية للمسؤولين توزع أراضيها بصورة فيها إهدار لحقوق المواطنة كما هو الظلم والاستبداد الذي يمارسه بعض المشائخ ضد أبناء تهامة.
فأمثال هؤلاء من المعيب علينا كإعلاميين أن نتركهم يسرحوا ويمرحوا وينتهكوا حقوق الغير، فأمثالهم لا يستحق كلمة شيخ ولا حتى الاحترام و علينا تعريتهم حتى ينظروا لأبناء جلدتهم من منظور إنساني بعيد عن التسلط والتبعية.
وقد وصلني اليوم أن كثيرا من مشائخ تهامة انهالوا على إدارة السعيدة بالاتصالات والنقد حول ما بتثه القناة في حقهم متهمين القناة بتحريض رعاياهم ضدهم ، فهذا دليل على أن السعيدة لامست جزء صغير من بحر الظلم الذي يعيشه أبناءنا في تهامة ونشكرها على ذلك ، ولا ننكر أن هناك مشائخ عرفوا بعدلهم ومواقفهم الرجولية مع أبناء قراهم ومديرياتهم.
وأقول على من يدعي حرصه على مشيخته ورعاياهم ، وتهامة التي شهد لها التاريخ بكفاح أهلها الذين رفضوا الانصياع للطغيان والظلم, أن يثبثوا ولاءهم لأرضها وأهلها بقدر عالي من المسئولية ,وليست بالصلاحيات التي منحت لهم من الدولة لإدارة أمور الرعية بعيدا عن أعينها, والمشاهد لأوضاع تهامة واقعاً يجد أن بعض مشائخها لا يولدوا من رعاياهم أحرار بل عبيداً ليصبحوا لقمة سهلة لمبتاغهم.
رئيس تحرير موقع الحديدة نت
www.hodeidah.net