آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

خشخاش وكهرباء.. ومصاعب ومصائب القاعدة

أطلت الذاكرة بعبارة "يكون أسهل أن تحرك الأهرامات من أن تخرج البيروقراطية المصرية من جمودها!". للدكتور بطرس بطرس غالي في يومياته "بانتظار بدر البدور" حال الاستماع إلى وصف النائب العام المصري

للحالة داخل المتحف الفني العريق "محمود خليل وحرمه" إثر سرقة لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة لفان جوخ، ففي المتحف أكثر من أربعين كاميرا مراقبة تعمل منها سبع كاميرات فقط، و.. بكفاءة ضعيفة، مع أجهزة الإنذار المعطلة!.

وسارعت وسائل الإعلام المصري بالقول إنه تم ضبط المسروق، ثم أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني عدم صحة ذلك! ونتيجة ما وصفه الوزير ب"الإهمال"، أُوقف مسؤولون وأفراد أمن داخلي على ذمّة التحقيق وأُخرج بعض بضمان مالي ومُنع غيرهم من السفر. والبقية تأتي!

لا يستغرب أن تقدّم المسؤولون بالمتحف منذ أمد غير قصير إلى المسؤولين بوزارة الثقافة بطلب إصلاح الكاميرات غير العاملة، وتقوية كفاءتها، وتشغيل أجهزة الإنذار حتى نسي الناس في المتحف أنهم تقدّموا بطلب، ونسي المسؤولون أن في أدراجهم طلباً من المتحف، حتى تجمّد من جمود البيروقراطية التي خلقت اللا مبالاة، والإهمال الذي تسبب فيه عدم التفاعل.. ممّا يسّر سرقة ثروة فنية قوميّة، ما تزال مجهولة المصير حتى الآن، بسبب تواطؤ البيروقراطية في الجريمة.

انقطاع الكهرباء:
في اليمن، شكا الناس كثيراً من انقطاع الكهرباء، واستذكروا قصة "الكهرباء النووية" وعلّق بعض اليمنيين بأنها "كهرباء نيوية" بمعنى استمرار تشغيل "الكهرباء بالنيات"!.. إلى أن اعتاد الناس التعايش مع ظلام الليل، وقد أضاءت نفوسهم بالصبر والثبات على ما هم فيه.

ومن اعتياد اليمنيين على ذلك إلى استياء المصريين من ذلك، ففي بلدهم الحار يصعب التعايش مع هكذا وضع، بدون مكيِّفات ومبردات وثلاجات ما تزال وسائل التلفزة المصرية فضائية ومحلية تُعلن عن جديد مصنوعاتها فيما تعرض القديم منها للتلف باستمرار الانقطاع مؤخراً بسبب تصدير الغاز لإسرائيل، كما أعلن رسمياً، بجانب كثافة الاستخدام في مُدن تعج بالبشر ومراوحهم!

ولبنان رمضانه حار أيضاً، ولياليه مضاءة بنفايات، ومنيرة بإطارات محترقة، ومشتعل بمواجهات متواصلة بين المواطنين والمسلّحين العسكريين لتهدئة الاحتجاج الشعبي من انقطاع الكهرباء. فيما تتواصل الأزمات السياسية فيه دون انقطاع.. فتلك بلدان أضاءت الدنيا فانقطعت عنها الكهرباء.

مصائب ومصاعب القاعدة:
جمع الزميل عبد الإله حيدر -فك الله أسره- عدداً من المهتمين ذات يوم في منتدى الأستاذ جلال الحلالي، ليفيض بما لديه عمّا اختص به من شؤون القاعدة، واستطرد في ذكر أسماء رموزها وأفعالها انطلاقاً من عقيدتها، فكانت الأسماء "مصاعب"، والأفعال "مصائب"!

وآخر المصائب تسببت -حسب الأنباء الواردة من الفضائيات- بنزوح أبناء لودر بمحافظة أبين إلى قرى ومُدن مجاورة، حتى غدت لودر "مدينة أشباح"، ومضمار صدام مسلّح مع قوى الأمن بغية القضاء والتطهير للمدينة من تلك المصائب، وأولئك المصاعب.

وحمداً لله أن لم تثن تلك المصاعب والمصائب الأشقاء في الخليج عن توكيد اختيارهم لليمن بلداً حاضناً لخليجي 20. إذ انتصروا لأمن واستقرار جوارهم. فهنيئاً للوطن ثقة أشقائه، وأعانه على "شقاوة" بعض أبنائه!

زر الذهاب إلى الأعلى