أرشيف الرأي

زوربا الجنوب!!

ألف باء الوطن .. عند هذا العجوز!
ملف التاريخ كاملاً لاكه حرفاً جرحاً وقليل مجد حتى وقعت أسنانه. واعتاض عنها بطقم أسنان، بهيكل ضئيل كان يهزه هازئاً من وطن قدمه لقمة سائغة للذين عاثوا فيه الفساد.

ال .. قبل وال .. بعد
جنوب يقسم نفسه بين شيزوفيرينا المقارنات.. تعب يحصي أصابع يديه وأقدامه وفي كل مرة يظهر له رقم مختلف.. جنوب يمسح بكمه ما تفصد من قيظ ظهيرة شباط.. متى يزوره الشتاء اذن؟ ليدخل في بيات شتوي كالآخرين.

الأخطاء يرتكبها البعض ويدفع ثمنها الوطن .أي قسمة ضيزى رمى الجنوب فيها نفسه لينسى؟ من يهبه تاريخا ً أخف وطأة، لا أحد يريد أن يتخلص من ذاكرة الثأر، ولا حتى العجوز!

**
رمى بها في وجوهنا: "أريد استعادة وطن لا دولة"..
( دبابات قابيل وهابيل تجس ما تزال ذاكرة الجنوب .. دموع قابيل ليست ضمادا لدم هابيل)

لن ينسى؟
13 من يناير .. حيث ثأليل ذاكرة الثأر .. سيبقى وحدويا حتى ينطق كل قبر عن من وئد فيه ، من الذي لا يضمر ال تبا ً للعجوز ؟ من الذي لا يستفز أمام أرجوزه الذي يقفز من العلبة ؟

أحدهم في خياله حشر العجوز في الزاوية ،وأوسعه لكما ً وركلا ً .. حتى قال لا مناص من تحريفه وتخريفه..
آخر فكر بالاستنجاد بطبيب نفسي ،الا انه خاف من شطط التقييم النفسي فقد يصير العجوز أعقل المجانين في المجلس

- ما الموت في الجنوب صبيحة الاثنين 13 من يناير؟ في الجنوب فقط .. كان الموت بأعين مفتوحة .. وكان الميت الشاهد!..
ان كل زهرة في الجنوب ارتوت من دم برئ فأينعت تحت سماء الله لتقول: لئن بسط أخي إلي يده ليقتلني ما أنا بباسط يدي إليه لأقتله.

***

والتاريخ مش ذكريات يا حبيبي.. تاريخ العجوز يقول : المجرب لا يجرب ..
هاتوا وجوها جديدة .. أيادي نظيفة .. ليعود وطن مفقود من 67 .. وطن عاث فيه الانجليز والسلاطين وثوره 14 أكتوبر ، والاشتراكية ..

حين ينطق كل حجر وشجر وجماد مطالبا ً باستعادة وطن لا استعادة نظام ودولة حينها سأفخر أنا وأبنائي وأحفادي .. وسنطالب بوطن سليب .

حتى ثورتكم وهم .. انتهى انتداب الانجليز وسلمها لكم بدون نقطة دم ، الدماء ذرفتوها لاحقا )

حسنا هل قلت أن العجوز يستحق الركل ؟ والموت عطشا على قارعة طريق صحراوي وبطلقة في رجله و قارورة الماء على بعد 4 امتار منه ( لم أربعة؟ سادية اللاوعي لا أكثر )

يشخبط التاريخ ويحفظ الثأر كما تحفظ بنايات بيروت ثقوب حربها الأهلية كيف يجعلنا نحبه ونكرهه ، نضحك وفي قاع القلب دموع ضحلة ، مرآته تصفع عمانا الارادي ، الوحيد الذي يرى في التنحي لا الاعترف بالخطأ فضيلة ، جالليو العجوز لن يقبل بنحت مجسم له على جدارن الفاتيكان.. كاعتذار . لا يوجد اعتذار مبرر لموت غير مبرر .

أيها العجوز .. اصمت فحكمتك تهدهد جرح الجنوب ويغفو وعليك صلواته .
أنت ابنه البار .. ونحن الأقزام الذين آويناه لدار العجزة .

زر الذهاب إلى الأعلى