اسعدني كثيرا فوز قطر باستضافة بطولة كاس العالم وبعد ان اخطفت هذه البطولة من فم الاسد وهنا اعني الدول الكبرى مثل أمريكا واليابان وبريطانيا،وهذا الامر يسجل للعمل الدؤوب والمستمر من رجال قطر والذين بذلوا الغالي والرخيص في سبيل الاستحقاق لنيل شرف استضافة هذه البطولة العظيمة والتي ستنعكس على قطر وعلى جميع المستويات .
لذا ليس بالمستغرب عندما شاهدنا ذلك الشاب اليافع الذي يتدفق حيوية وتحدي وارادة والذي نهل من مدرسة والده الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الامير الفارس والمهندس والمشيد لحضارة ونهضة قطر،نجله محمد والذي طغى لديه الاحساس وتفجرت في دواخله المشاعر اثر اعلان فوز الدوحة باستضافة تلك البطولة فانهمرت الدموع من عينيه فرحا وبهجة وسرورا وقد بكينا معه وفرحنا لفرحه..
واسعدتنا تلك المشاهد الرائعة التي تمثل مؤسسة حمد بن خليفة التربوية والتي ضمت سيدة قطر الاولى وصاحبة اللمسات الابداعية في كل شيء في قطرالشيخة "موزة المسند" والتي عكست صورة مشرقة للمرأة العربية في ذلك الاحتفال وأبناء الامير ورئيس وزرائه ووزير خارجيته الشيخ "حمد بن جاسم ال ثاني"..
كم كانت تلك الصورة رائعة ومبهجة لنا جميعا لا لشيء عدا كوننا نجحنا اخيرا وكأمة عربية في استضافة اهم مناسبة رياضية على مستوى العالم وبشكل غير مسبوق وهذا يشكل لنا ودون ادنى شك مدعاة للفخر والاعتزاز كوننا وضعنا اسمنا اخيرا على الخارطة العالمية واصبح العالم بأسره يعرف ان هناك دولة عربية خليجية اسمها قطر وتمثل العمق العربي باسره من خلال انجازها الذي حققته فهنيئا لنا بقطر وهنيئا لقطر بنا.
ويبقى ان اقول ايها السادة:" وعلى صعيد اخر فقد طالعتنا الصحف خلال الايام المنصرمة الماضية عن عمل انساني قلما نشهده في هذا العصر قام به وبهدوء شديد ودون اي ضجة الامير الانسان "حمد بن خليفة ال ثاني" وفي مشهد انساني رائع يعكس معدن هذا الرجل واصالته فقد قام بزيارة خاطفة للقاهرة ولمدة ساعتين فقط لتقديم واجب العزاء لاسرة معلمه الخاص المرحوم الاستاذ "احمد منصور" والذي توفي الخميس الماضي،وقد كان المرحوم من اوائل المدرسين الذين ادخلوا التعليم النظامي في "قطر" عام 1956م..
وقد قام المعلم المنصور بتدريس الامير واخوته في اول مدرسة ابتدائية في قطر وقبل ان ينتقل لتعليمهم في المرحلة المتوسطة والثانوية.وقد قرر الامير ووفاء لمعلمه وتكريما له باقامة دار تحفيظ للقرأن تحمل اسم المعلم يتم تشييدها في الدوحة..
وهذا يؤكد وفي كل الاحوال مدى عمق وثراء تجربة الامير والتي تدلل على انه وباستمرار كان ولا يزال نموذجا للقائد المتزن والذي يجمع بين سعة الذكاء ونبوغ المعرفة وحدس المسؤولية واشراقات العطاء،فلم يلجأ ابدا إلى اتخاذ القرارات العفوية والاستعراضية وانما يكتفي بطرح الرأي السديد بتواضع العارف والذي وهب حياته لخدمة قطر والدفاع عن قضايا العروبة والاسلام حافزه تقوى الله ونصرة العدل وخدمة الرعية ."
* اعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة النبأ الالكترونية