الحكومات العربية مخلصة ووفية لأبنائها المواطنين. صحيح أن المواطن كثيراً ما يردد بأنه غير راض بالقدر ولا القدر راض فيه- ترجمة «رضينا بالهم والهم مرضيش بينا»- لكن تظل حكوماتنا هي الأكثر وفاءً لنا مهما قلنا أو عملنا!
ففي أم الدنيا وبنت الآخرة وأخت البرزخ يُداوى المجرمون هناك بأشكال متنوعة من الأدوية والعلاجات،
فدروس إيقاف الجريمة عند حدها كثيرة وحصص منع المجرمين تزخر بالثراء! فلا شيء يساوي الأمن والحشمة والتستر، فلهذا يعاقب الرجل بحبس بوله كأحد الدروس في العفة، وتُكسر عظامه أمام زوجته وأطفاله ليفهم معنى كسر هيبة الدولة!
طبعاً المواطن العربي طويل اللسان، ولا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي ولا يفعل شيئاً. فهو معارض شرس لا يستطيع أن يسكت عن الحق، ولهذا تراه يفتح فاه واسعاً ويطوّل لسانه مطالباً بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم! الحكومة ولأنها سلطة عُليا وتُعطي كل ذي حق حقه، فلا ترد له الحق فحسب، بل تُلقمه التراب وتدسه في فمه دسًّا دسًّا! ومن باب التثقيف السياسي وبعد التقحيص والتشفيط وسحله حيا، يُدفن في الرمل ليُدرك ويفهم أن لا فرق بين الحياة والموت لأنه عز وجل خلق الإثنين بقوله «وخلق الموت والحياة ليبلوكم»، ألم نقل «كلنا لآدم وآدم من تراب» ونكرر قول القرآن الكريم ليل نهار «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى»!
الحكومات العربية مهمتها توفير لقمة العيش الكريم للمواطن العربي. ففي تونس وظّفت الدولة كامل طاقتها لمساعدة المواطن العربي هناك. لهذا لم تقتصد ولم تأل جهداً بفعل ذلك.
ولشدة اعتناء تونس بمواطنيها، مدحها المؤرخ الصهيوأميركي البروفيسور برنارد لويس في كتابه «مستقبل الشرق الأوسط» وتمنى على جميع العرب أن يحذو حذوها! لذلك صار مواطنو تونس شعلة من الحماس يضيئون طريق غيرهم، كالمواطن التونسي «الشعلة» في مدينة سيدي أبو زيد الذي استنار بنور ضيائه التونسيون!
عندنا في الكويت أيضاً الحكومة متعاونة جداً، فهي تحاول ألا تؤذي مشاعر الناس كثيراً. فعندما يستشهد رجال الأمن دفاعاً عن أرض الوطن لا يخرج بيانها إلا باهتاً بلا طعم ولا حماسة وطنية، بالضبط كبيانها الباهت الماصخ وبلا طعم حينما «نكحت» مطّاعات وزارة الداخلية محمد المطيري، فالبيان عابر للسبب نفسه للمحافظة على الآداب العامة ومشاعر الناس!
تعزية: نبارك لأسرة عبدالرحمن العنزي شهيد الواجب والوطن.
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي