آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أسنة القربى

-1-
ذهبت رياحك والبلاد تنكرت حجراً، وأعطت قلبها أحداً سواك، وأنت وحدك لا عصا موسى، ولا فرساً براقاً في مداك. لمن ستشكو، لا أباً تشكو إليه أسنة القربى ولا سحراً فتشعله يداك؟ كأن روحك كوكبْ قلق وحزنك شاهقْ. لا ماء في بيد الشجون ولا سماءً كي تراك.

-2-
ذهبت رياحك والبلاد ترمم الرؤيا لليلٍ عابرٍ. لا وحي إلا ما تجود به الإشارة وهي آخر ما تبقى من هواك، وكلما أرخيت أوسطها على هذا المسمى الشعر تضطرب المقامات العلى حزناً وتخذلك اللغات.

-3-
ذهبت رياحك والبلاد تعض معصمها أسىً وتناوش الآيات، تلقي كسرةً من خبزها وفؤادها للطير، ماذا أنت فاعلة وكل تميمةٍ ضاقت كأن الخوف والظلمات ما صنعت يداك، لمن ستشكو كلما هبو: تذكر أن من أسمائك الحسنى الزمان، وأن من أسمائك الحسنى القتال، وأن من أسمائك الرايات.

-4-
هبت عليك أسنة القربى: رياحْ رثةْ (وقبائلْ) موتى كأن الوقت يرفع في أسنته الهلاك لمن ستشكو، كلما هبوا.. تذكر أن من أسمائك الرايات. خذ بعض الحصى وجوارح الكلمات سيفاً كي تشق به المدى شرقاً، كأنك قبل أن تتقوس الدنيا وقبل الوقت أقدم من نبوءتهم إذا هبوا تحصن في هواك.

-5-
ذهبت رياحك والبلاد تمر أسراباً إلى مالا تؤوله الشجون. كأن لا بلداً سوى ما أنت صانعه من المعنى الحنون. يكاد حزنك أن يضيء نهاية الدنيا فيطفئه الذهول. فمن يضيء زجاجة الدنيا إذا هبوا عليك لكي (تريهم) آيةً سقطت قديماً من مجرتها وأتعبها التأمل في النحيل من القصائد والخيول.

-6-
ذهبت رياحك والنجوم يخونها الآتي فتقترب البلاد إلى اليسار من الخراب، إلى اليمين من السراب، إلى جدار مائل مالت عليه أواصر القربى رياح رثة (وقبائل) موتى ونفط في أسنته الخرافة والكتاب.. أواصر القربى التراب إلى التراب إلى القصيدة والرحى، وندامة الكسعى والطلل المضاف إليه أسمال الخرافة والأماكن والسراب.

صنعاء مايو 1998م

زر الذهاب إلى الأعلى