آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

شكرا أميركا

يستحق الموقف الذي أعلنه البيت الأبيض أمس بعد تأمل عميق في معطيات المشهد في اليمن، ذلك الذي على أساسه تم دعوة الرئيس صالح للإسراع في بدء خطوات نقل السلطة.. يستحق الموقف هذا أن نزجي الشكر للإدارة الأميركية التي تبدو أكثر حرصا على أمن واستقرار ووحدة اليمن من الرئيس اليمني نفسه الذي يريد أن يحرق الأرض ومن عليها مقابل أن يستمر في السلطة.

لقد سبب النظام القائم في اليمن الكثير من المشاكل والآفات لشعبه وجيرانه واعتاش في بقائه على كونه يتحكم في بؤرة قلق وبدونه ستنفجر الأوضاع في المنطقة بينما هو أساس القاعدة وأس الإرهاب، أما الشعب اليمني في حقيقة الأمر فهو يتوق للأمن وللأمان ويريد أن يلحق بركب المدنية والحضارة وأن يكون مصدر أمن وسلام للعالم وليس مصدر قلق.

إننا ومن موقع الحريص على مستقبل مشرق لليمن عبر انتقال آمن للسلطة نتقدم بالشكر العميم لأصدقائنا الأميركان والأوروبيين الذين بدأت تتضح لهم الصورة أن هذا النظام الذي يقوده الرئيس صالح هو نفسه مصدر القلق وأن مصالح أمتينا اليمنية والأميركية ستكون بالتأكيد أكثر أمانا بعد تنحي صالح.

وإننا لنأمل من الأخوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي أن يحرصوا على عدم الوقوف في المكان الخطأ وألا يدعموا صالح، بل إن عليهم الوقوف إلى جانب الشعب اليمني والإدانة الصريحة لمجازر السلطات وكذا إدانة أساليب الرئيس صالح المدمرة في سبيل البقاء في السلطة، لأن أي يوم إضافي يبقى فيه الرئيس صالح في السلطة معناه المزيد من القتلى والجرحى وتدهور الاقتصاد وازدياد المعاناة المعيشية للمواطنين الذين قدموا إلى الآن أكثر من 150 شهيدا وآلاف الجرحى في سبيل التغيير. وقد انضم إلى التغيير قوى الجيش والمجتمع فهي ثورة شعب بكل معنى الكلمة.

كلنا أمل أن يتفهم إخواننا في السعودية وعمان وقطر والإمارات والكويت والبحرين أن اليمنيين عزموا على التغيير الذي لا تراجع فيه، تغييرا يجعل من اليمن رافدا لأمن وقوة ومنعة الخليج وليس عالة ومصدر قلق.

زر الذهاب إلى الأعلى