[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ثورة التغيير والاسئلة الحرجة

لا ادري لماذا خلافا للعادة اجد نفسي متحمسا للكتابة المباشرة في صفحات الفيس بوك ذات الصلة بما يجري في الساحة منذ بدا انطلاق ثورتنا المباركة وان كنت محدد موقفي سلفا مع الثورة لاني اعرف من سيئات وسلبيات النظام القائم ما جعلني منذ زمن انادي بالتغيير ويعرف كثير من الفاعلين في ساحات التغيير ان اخر طرح طرحته قبل الثورة بحدود العام تقريبا هو تشكيل جبهة انقاذ لا نتشال البلد من هوة التردي التي تنحدر اليها .

ويظل نشوان نيوز ساحة وجدانية ارتبطت بها وبمؤسسه المبدع عادل الا حمدي ولذا ساكتب هنا بعفوية الحالم المتفائل بغد انتظرناه طويلا.

وسأبدا بالقاء نظرة على الواقع العربي برمته فقد وصلنا كعرب باختصار إلى قعر المنحدر الحضاري ولم يعد هناك مجالا للتردي اكثر مما وصلنا اليه، اقليات تغتصب ارادة الشعوب وفساد عم كل شيء ومستقبل مظلم وابواب الامل مسدودة من ان هذه الانظمة تملك اي حل تقدمه للواقع غير المزيد من التدمير لكل شيء وفي مقدمة ذلك تدمير الا نسان وكان المتامل المنصف وهو يرى ذلك التشابه يجزم بان واحدية القضية تقتضي واحدية الحل وانه لا يمكن ان يكون ترقيع لا بد من حل جذري لاننا شئنا ام ابينا متلازمين كعرب في السلب والا يجاب والنهوض والنكوص .

وكنا نرى العالم من حولنا يمتلكون الارادة حق الرفض والقبول وحق محا سبة حكامهم وقبلها حرية اختيارهم ونتساءل السنا بشر مثلهم لماذا ليس بمقدورنا قيادة ثورة برتقالية أو ما شابه وجاء اليوم المنتظر وانطلقت الشرارة الاولى من تونس اقصى نقطة في مغرب الوطن العربي لتشرق من هناك شمس العودة من جديد والبقية معروفة كيف تتابعت الا حداث وتلاحقت رغم اصرار الانظمة باسلوب ممجوج ان ما حدث في تونس غير قابل للتعميم وعمم وكذا مصر .

لكن مشكلتنا في اليمن ربما تختلف قليلا لوجود مشكلات مزمنة في الواقع طبعا كلها من صنع النظام سواء بالشكل المباشر بحثا عن شرعية يتعلل بها للتنصل من مطالب البناء والتنمية ويدعي الانشغال تارة بالدفاع عن الثورة واخرى بالدفاع عن الوحدة أو من خلال غياب المشروع الوطني وابراز كل اوجه التناقضات الاجتماعية من قبلية وغيرها على حساب وجود دولة النظام والقانون .

والان وقد هبت جماهير الشعب يتقدمهم الشباب الذين لا مزايدة ولا قفز على دورهم يفترض ان تتجه الاسئلة المشروعة إلى ما بعد المرحلة الحالية بدلا من التساؤل عمن سيسرق الثورة لنتحول إلى فريقين فريق اقصائي وفريق احتوائي فريق اقصائي وهم غالبية الشباب والمستقلين في الساحات والذين لهم مبرراتهم المشروعة في الخوف من سرقة الثورة أو الا لتفاف عليها وهم الذين وضعوا ارواحهم على كفوفهم ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر هؤلاء تحولوا بفعل المخاوف والدس الرخيص إلى اقصائيين ويرفعون شعرا لا احزاب الخ وفريق اخر من الا حزاب السياسية يريد ان يحتوي الكل ويسرق مكاسب الكل مع انه لا يستحق شيئا لأنه من صناع هذه المرحلة التي نعيشها ولولا اختلاف المصالح في الا خير لما كان لهم اي اري مخالف لراي النظام .

انني ادعو الشباب إلى الا يمان بأنفسهم وعدم الا لتفات إلى ما يشغلهم عن انجاز المهمة التاريخية التي بداوها وهم يمتلكون الرؤية الواضحة ويعرفون إلى اين سيقودون الوطن عكس من يصورهم انهم لا يعرفون ماذا يريدون .

اما المبادرة الخليجية فهي مبادرة حسن نوايا وابراء ذمة من اشقائنا الخليجيين رغم ما يعتورها من قصور واخطاء معيبة في مقدمتها تقاسم حكومة المرحلة الانتقالية بين النظام القائم والاحزاب السياسية وهو امر يرفضه كل عاقل فلا يعقل ان تولد المرحلة القادمة من رحم هذه المرحلة المريضة المشوهة ثم على اي اسا س يتم انتخاب رئيس الجمهورية وفقا للدستور الحالي الذي لا يهيئ لا ي انتخابات حرة ولا يمكن ايضا ان تتأسس هذه المرحلة على مجلس نواب وصلوا بالتزوير والغش والتدليس ولا بد من حل المجلس الحالي والانطلاق من شرعية ثورية تبدا بصياغة دستور واضح يهيئ لقيام دولة مدنية ويتم وفقه بناء سلطات الدولة .

ونأتي مسالة منح الحصانات ففيها اعتداء على العدل الا لهي الذي يكفل الاقتصاص ممن ظلم وبالذات ممن قتل النفس التي حرم الله وكيف سيتم التعامل مع اولياء دم الشهداء الذين سقطوا ظلما وعدوانا في ساحات التغيير هل هذه الحصانات ستمنعهم من رفع الدعاوى القضائية التي تطالب بدماء ابناؤهم ومن هو المخول من البشر حكومات أو احزاب ان يصادر هذا الحق الذي كفلتها شرائع السماء وقوانين البشر لكن ربما كان علينا القبول ببعض المبادرة من باب الاستعانة بجزء من التخلف لتجاوز التخلف كليا والرهان على حضور ابناء شعبنا بطلائعهم الحية المتمثلة بالشباب فهم الذين سيصوبون المسار ويحرسون المنجزات .

زر الذهاب إلى الأعلى