أرشيف الرأي

قبل أن تغنى ثورتنا: "ظلموني"!!

كمسلوبى الإرادة، فأقدى التأثير، نقف مكتوفي الأيدى ننتظر فقط ما يلقيه النظام إلينا من فتات الساحات التى عمل على إستئصالها، ومن أكاذيب الاخبار التى درج على اشاعتها.. ليست هذه ثورتنا التى بدأنا ولا هذا عهدنا للشهداء ولا هذه أخلاقنا ولا شجاعتنا.

ماذا دهانا.. يتجمد الفعل الثوري في مربع الساحات وساعات الجمع والإجازات..
أي عقيلة ثورية هذه التى نحملها؟

لقد منحنا صالح الفرصة الأولى لترتيب أوراقه بعد الانهيار الكبير وضحك علينا وهزأ وخرج أكثر قوة مما كان عليه وأُبتلينا نحن في ثورتنا بمن انضم إلينا وكنا بلاء عليهم لأننا ببساطة ركنا اليهم وألقينا كل الحمل عليهم وتوسدنا الفرش وتبادلنا التهاني وكأن الامر قد حسم!! واليوم يتكرر ذات الخطأ فاحتفلنا بخروجه وفرحنا برحيله مع انه لم يغادر الا للاستشفاء وبتأثير قوة خارج إطار الثورة أو لنقل مخالفاً لاسلوبها ولا ينتمي اليها ومع ذلك ركنا إلى وهم الإنتصار وتكرر الخطأ مرة أخرى مع بقايا النظام فمنحناهم فرصة لترتيب أوراقهم للخروج من أزمتهم وهم أشد قوة وأكثر تأثيرا!!

إن موقف الساحات اليوم من الحراك السياسي يعطى القوة والشرعية لخلفاء صالح ولبقايا نظامه ويمنحهم الفرصة لاقناع الداخل والخارج انهم الأقدر لادراة البلد والأقدر على تسير الأمور وأن غيرهم لا استراتيجية لديه ولا وعى أو ادراك لما عليه فعله.

يحضرنى أول خطاب للواء على محسن، يتكرر على شاشة الجزيرة صبح مساء وهو يعلن تأييده السلمي لمطالب الثورة وحمايتها ولم يعلن قيادتها فأسلمه الشباب زمام ثورتهم بدلاً من ان يقودوا هم الثورة والفرقة وكانوا متراسا له بدلا من ان يتمترسوا به وهكذا فقدوا تأثيرهم وأفقدوا الرجل جزءا كبيرا من تأثيره السلمي الذى نادى اليه ولم يتركوا أمامه الا الخيار العسكري الذي حاول صالح أن يجره اليه أكثر من مرة والذي يرفضه محسن الأحمر إلى اللحظة لانه الوحيد ربما الذي يدرك ماذا تعني القوة العسكرية و إلى ماذا ستنتهي وما هي نتائجها، وإني على يقين أن الرجل صمام أمان للبلد برمته وليس للثورة فقط؛ فقد اثبت أنه الاكثر اتزانا والارجح عقلا والأشد صبرا.

اللقاء المشترك كذلك أعلن غير مرة انه لا يقيد حركة الشباب ولا يمثلهم ولكنهم ارتكبوا الخطأ ذاته وتقيدوا وحملوه العبء السياسي والثوري وهو لا يملك الا النقاط السياسية التى تحركها الثورة وإذا ما تجمدت الثورة تجمد حراكه فخسر الشباب مرة اخرى الفائدة المرجوة من المشترك واكتفوا فقط بالتفرج والانتظار ليكون لديهم ردفعل ليس الا..

واليوم؛ ها هم يكررون ذات الخطأ مع عبد ربه منصور هادي ويطالبونه بالانضمام لثورتهم. واني على يقين انه اذا انضم اليهم سيحملونه فوق طاقته القانونية وسيطالبونه (كما يفعلون الان) بتحركات تفوق وضعه القانوني المحاصر بالعجز العسكرى الذى يتمترس خلفه ابناء الرئيس.

إننا بحاجة إلى إتقان اعمالنا "فإن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه" فلا ننتظر ما يقوم به الاخر لنعمل
إننا بحاجة ماسة إلى فهم ما علينا القيام به من فعل ثوري، وماذا يجب على المشترك من فعل سياسي، وماذا يجب على الفرقة وقائدها من فعل عسكري وقائي وحام للثورة.. وبالتالي ايضا ماذا يجب على الأحمر واشقائه والقبلية وأخواتها.

إن لوم بعض مكونات الثورة لبعضها لن يجدي ولن يوصلنا الا إلى طريق مسدود بعقبات النظام لنقع في فخ الفشل.

إن تدارك انتصار الثورة يكون بإعادة الزخم الثوري اليها من جديد وعدم التقيد بتحركات هؤلاء وهؤلاء.. فالثورة سائرة لا تنتظر عودة صالح ليكون لها موقف ولا تنتظر رأى المشترك ليكون لها تحرك ولا تنتظر تحرك الفرقة ليكون فعلا ثوريا وعليها ايضا الا تنتظر عبد ربه منصور هادي ولا غيره لتمضي لتحقيق أهدافها.

كان الجميع مستبشرا بخروج صالح وإذ بهم اليوم يقولون ليته لم يخرج منتظرين عودته!!! كيف لو أن الرجل مات؟
لماذا تغيب الخطط والاستراتيجيات ليكون تاُثيرنا وفعلنا مجرد رد فعل لا يتجاوز عُشر قوة الفعل الذى يقابله؟

علينا مرة اخرى ان نعي أدورانا، وأن ندرك ماذا علينا صنعه.. قبل أن تغنى ثورتنا: "ظلموني"!!

زر الذهاب إلى الأعلى