نعم أيها القارئ الكريم, اليمن نغم العروبة الصلب الرقيق, ولعلك تتساءل كيف الجمع بين النقيضين, الرقة والصلابة, نعم هم أصحاب نغم رجولي في اعمالهم ومواقفهم, وتاريخهم الذي نتشرف جميعنا فيه كعرب, وهاهم اليوم يؤصلون هذه الرجولة وهذه الصلابة العربية العريقة المتزنة والنابعة من العقل والتوازن الفطري للانسان والاحساس مقابل قمة الرعونة للنظام وفكره المشوه حيث استماتته بالسعي إلى الجريمة المنظمة, والتي تجعل الشعوب في بحر لجي لا قرار لها ولا شاطئ لولاً الحكمة اليمانية التي يمتلكها شعب اليمن العريق, وهي مصداق نبوة سيد الخلق - عليه الصلاة والسلام.
نعم اهل اليمن, الشعب اليمني, يثبت أنه أصل من اصول الحضارات الانسانية التي اضاءت طريق البشرية على مر التاريخ, فهم الجذع الذي غاصت واخترقت عروقه أعماق أرض الجزيرة العربية العريقة وفي التاريخ والحضارة الانسانية, بإرادة صلبة وبمرونة الحكمة, ولو لم يكونوا كذلك, لاستدرجهم النظام إلى ما هو ليس من انغامهم, و إلى ما هو ليس من صفاتهم ومراجلهم وتاريخهم وحكمتهم التي أشاد بها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم, نعم الشعب اليمني, انتم شرف لكل من يحترم الرجولة والمروءة ورجاحة العقل الممزوجة في الدين والعقيدة السليمة النابعة من كتاب الله, ومن سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم - نعم اليمن نغم العروبة الصلب الرقيق.
ها هم أهل الجنوب وأهل الشمال في اليمن العظيم يتوافقون في صلابتهم ورقتهم ويتمسكون بالمراجل والحكمة والعقل, رغم ما هم فيه من أوضاع غير مستقرة تجعل الحليم يحتار, ما نجدهم تحدثوا عن انفصال وانقسام وتفريق, وهذا دليل قاطع على العظمة والصلابة والرقة الانسانية مجتمعين ودليل عمق ذكاء ومعرفة دقيقة في نظامهم المجرم الذي لا يستطيع أن يعيش الا بمنهج "فرق تسد" حتى وصل فيها الحد, ان احدى الدول العربية أصبحت من الدول المصدرة لهذه اللعبة وتطبع المناهج المخابراتية فيها لتقديمها لشقاء الاشقاء "فرق تسد"!
نعم هذا هو النغم الصلب, هذا النغم الذي أراد البعض ان يلوثه بالارهاب و"القاعدة" فلله دركم والله ينصركم ويحفظكم بحفظه, أما النغم الرقيق الشجي اليماني, فهو الاصلب والاقوى, فهو النغم الذي يغزو الروح والقلوب والعقول بعمق حضاري ورشاقة وجمال واسترسال لا نتوء فيه, فلذلك, أكاد ان اجزم, انه لا يوجد ولا يطرق المسامع نغم جميل شجي الا كان له اصل يماني أو في اليمن, فهذا النغم قد غزى العالم العربي واخترقه بحب ومودة, ورفعة خلق ممزوجة في نغم اصيل, حملته مجموعة من عمالقة الفن العظام الذين حملوا على عاتقهم هذه المسؤولية الحضارية العظيمة, ومن أمثال هؤلاء الذين دون التاريخ أسماءهم للماضي والحاضر والمستقبل, الفنان الكبير أبوبكر سالم والفنان الكبير محمد مرشد ناجي, وايضاً حسين المحضار هذا الشاعر والفنان الفريد, وأحمد قاسم, والفنان الزبير, والفنان الراحل أيضاً صاحب النغم الخاص محمد سعد عبدالله -رحمه الله تع إلى - والفنان باغابة, والهرم الكبير العملاق المجدد محمد جمعة خان.
نعم اليمن نغم الصلابة والعذوبة والرقة والتاريخ, اليمن مفخرة لكل عربي ومسلم مسالم, فليس من طباع اليمن الارهاب والقتل والرعونة, وهناك فرق بين الرجولة والخشونة والمروءة اليمنية, وما بين الجريمة والارهاب الذي يحاول البعض ان يصفهم به لشيء في نفس يعقوب, وهذه المقالب في أهل اليمن ليست جديدة عليهم, وهم أهل لمواجهتها والقضاء عليها, فإيران ابتدعت الحوثيين لتجعل من اليمن صفة تخالف الصفة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته العظيمة, وهذه الحكمة النبوية أيها القارئ الكريم هي التي تجعل معدنهم لا مثيل له عند مواقف الرجولة والشجاعة, فلن تجد مثل أهل اليمن في الحق والحكمة اليمانية, فالله الله في أهل اليمن الرقاق الصلاب الحكماء, والله يحفظ الجزيرة العربية باذنه تعالى.
* إعلامي كويتي