الذين اختلفوا مع توكل كرمان، اليوم يتفقون معاً على أن ما حققته فرحة حياتية لو وزعت على الأرض لكفتها، والباقي لـ"زحل".
بفوز توكل بجائزة نوبل للسلام2011، يدخل اليمن مرحلة جديدة، من الحضور الدولي والعالمي، ومن رأس الهرم، وتبدأ استراتيجيات اليمن ما بعد نوبل وتوكل!!
ومن كان يجرؤ ليفكر في بلد، فرحه قليل وإخفاقاته كثيرة، أن تطرق جائزة نوبل الأعلى والأغلى قيمة مادية ومعنوية باب اليمن، ولا يحتاج الأمر إلى أدلة وبراهين للقول في أن توكل كانت ستخفق كثيراً فيما لو أنها شاركت في مسابقة رئيس الجمهورية للشباب، في أي من مجالاتها الإبداعية..
أقول إن المرأة اليمنية التي دخلت القرآن، وصارت آية ترتل، لم يكن صعباً عليها أن تدخل التاريخ، وهاهي توكل تؤكد هذه الحقيقة، وتعيد اليمن إلى مساره الحضاري الحقيقي بعد زمن من الانتكاسات المتتالية..
ولم تقل توكل (قبل "نوبل") إن مجلة ال"تايم" الأمريكية اختارتها في قائمة العشر نساء الأكثر تأثيراً في العالم، لكن زملاء لم يتريثوا، وعندما تأكد لهم الخبر في أن بنت كرمان ليست إلا ضمن قائمة المائة امرأة، وليس القائمة النهائية بعد التصفيات، بدأوا في الشماتة والاحتفال الغامز، اللامز، بكون توكل ليست كما أشيع أولاً..
مهما يكن، فهاهي بنت كرمان التي توصف بأنها شوكة في خاصرة النظام، ترابط في خيمتها الشهيرة في ساحة التغيير، وتستقبل هناك وفود التهنئة والصحافة والإعلام الدولي، بكل تواضع، ويكاد لا يصدق ثوار ساحة التغيير وقاطنو الخيام المحيطة لخيمة توكل كرمان، المعروفة بهذا الاسم منذ بداية ثورة التغيير، إن امرأة يمنية فائزة بجائزة نوبل تقيم في خيمة مجاورة.